تغطية - صهيب الصالح، عدسة - يحيى الفيفي نظم نادي أدبي الرياض بالشراكة مع بنك الرياض مساء أمس في مركز الملك فهد الثقافي حفل جائزة كتاب العام لدورته السابعة، وذلك برعاية من وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجة الذي أثنى من خلال كلمته على الجهود المبذولة من قبل دارة الملك عبدالعزيز الناشرة للكتاب الفائز والذي يحمل عنوان "قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية" كما استذكر تاريخ الكتّاب والكتابة وما عاناه الأولون في سبيل توثيق تاريخهم الإنساني الصعبة إلى أن نزل القرآن الكريم فكان ذلك إيذانا بالتدوين العلمي للغة العربية حتى أصبحت الكتب العربية محل اهتمام الحضارات الأخرى ومراجع لكثير من الدراسات والأبحاث العلمية وذات حضور فعال بين اللغات العالمية، وأكد الوزير أن هذا الاحتفال يرمز إلى الاحتفال بالعلوم والمعارف في كل السماري: هذا الفوز يدعم الأسس العلمية التي قامت عليها سياسة النشر في الدارة الجوانب الحياتية والعلمية، كما أن تخصيص الجوائز للكتاب والمؤلفين ماهو إلا عرفان بدورهم في الحياة الإنسانية، ويضيف حول احتفاء النادي الأدبي بهذه الجائزة: " إن المنجزات الثقافية التي تحققت في بلادنا على المستوى الفردي أو المؤسساتي تستحق الاحتفاء بها وتقديمها إلى الآخر وإبرازها لتكون دلالة على أصالة الثقافة السعودية وعمق تجربتها وتطورها واستفادتها من كافة التجارب والمنجزات الإنسانية برؤية حديثة واعية ومتزنة ". من جانب آخر أكد رئيس مجلس إجارة النادي والمشرف العام على الجائزة د. عبد الله الحيدري أن هذه الجائزة تعتبر أنموذجا رائعا للشراكة الناجحة بين المؤسسات الثقافية الحكومية ممثلة في النادي، وبين بنك الرياض بوصفه واحداً من القطاعات المصرفية العريقة في المملكة حيث إن مقياس النجاح يتمثل في استمرارها ونموها عاماً بعد عام حتى وصل لسنتها السابعة، وفي اهتمام المؤلفين والمثقفين بها وبالإعلان عنها، وفي تفاعل الجامعات ودور النشر مع أهدافها وترشيح الكتب التي تتفق وشروطها، مؤكدا على أهمية العمل الشمولي الذي يتسم بالرصانة والدقة والعمق بقوله: "إذا كانت الجائزة مُنحت في الدورات الست الماضية (14291434ه) لأفراد، فإن لجنة التحكيم أوصت أن تمنح الجائزة في هذه الدورة لمؤسسة علمية وثقافية؛ إيماناً منها بدور هذه الجهات في التخطيط للعمل الجماعي الناجح ودعمه، ومن ثم إنجاز أعمال لافتة ومهمة وغير مسبوقة، وهو ما يمثله القاموس خير تمثيل.وهذا التوجه ليس جديداً إذ تنتهجه جوائز عديدة، ومنها جائزة الملك فيصل العالمية التي منحت جائزتها في حقل اللغة العربية قبل سنوات إلى مجمع اللغة العربية بالقاهرة ". وعن اختيار لجنة التحكيم للقاموس ذكر عدة مسوغات منها: أنه عمل موسوعي ضخم دقيق وشامل، ثراؤه الموضوعي، شموليته المكانية والزمانية، قيمته المتميزة في جمع تراجم وسير ذاتية للأدباء السعوديين، خدمته الدقيقة في التعريف بمجالات ثقافية وأدبية عديدة. وأكد أ. محمد الربيعة من جانبه أن الجائزة تعد خطوة تهدف إلى تحفيز النتاج المعرفي وتشجيع وتيرة التأليف القائمة على الإبداع والتميّز، ودعم المبدعين من أبناء الوطن الذين كانت لعطاءاتهم الدور الفاعل في إثراء الساحة الثقافية ورفدها بجملةٍ من المؤلفات التي تركت بصماتٍ لافتة بفضل ما جادت به من قيمة أدبية ورؤية إبداعية عميقة، ويضيف: " إن ما نحن في صدد الاحتفاء به في هذه الليلة (قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية) ليعد إضافة جديدة ونوعية للمكتبة السعودية وما هو إلا شاهد آخر على تميز دارة الملك عبدالعزيز في هذا المجال وحرص القائمين عليها على إثراء المعرفة في بلادنا ". ولما تحمل خدمة المجتمع من مفهوم أصيل لدى بنك الرياض، حرص البنك ومنذ بداياته الأولى على الالتزام بتقديم مفهوم مبتكر ومتجدد للمسؤولية الاجتماعية، وفق استراتيجية ترتكز على فهم أعمق للدور الذي يجب أن تلعبه المنظمات في خدمة مجتمعها ليشمل مسؤوليتها الأخلاقية تجاه كافة المستفيدين من خدماتها بما يحقق تلبية احتياجات المجتمع ونموه وتطوره. وفي كلمة أمين عام دارة الملك عبدالعزيز د. فهد السماري عبر عن سعادته الغامرة حيث إن هذا الكتاب الذي فاز بالجائزة كان الكتاب الثالث للدارة حيث سبقه كتابي "الرحلات في المغرب الأقصى من مصادر تاريخ الحجاز - تاريخ أمة في سير أئمة" . كما أكد استشعار دارة الملك عبدالعزيز حاجة الساحة الأدبية إلى وجود كتاب توثيقي شامل يعرّف بالشعراء والروائيين والقاصين والنقاد والمسرحيين من أبناء المملكة، كما يعرف بالمؤسسات والمدارس والجمعيات الأدبية والثقافية وأبرز الكتب والدوريات وغيرها. وعن التميز الذي رشح الكتاب للفوز بالجائزة ذكر د. السماري أن هذا الكتاب قد استغرق العمل فيه حوالي ثلاث سنوات وشارك فيه أكثر من أربعة وستين متخصصا من الأدباء والباحثين السعوديين، كما أكد أن هذا الفوز يدعم الأسس العلمية الجادة والركائز المنهجية التي قامت عليها سياسة النشر في الدارة. ويختم كلمته: " عندما فاز القاموس ظهرت بعض الآراء المشكورة منتقدة فوز المؤسسات وعدم مزاحمة الأفراد، وأود أن أقول في خضم هذا الحوار الإيجابي أن من فاز هذه الليلة ليس الدارة فحسب، وإنما جميع من شارك من السعوديين الأربعة والستين من الرجال والنساء الذين صاغوا مادة القاموس، كما يعتبر فوزا لأعضاء اللجنة العلمية للقاموس". عقب ذلك كرم الوزير دارة الملك عبدالعزيز، وبنك الرياض ومركز الملك فهد الثقافي وشركة مطاعم النافورة رعاة حفل جائزة كتاب العام. خوجة ملقيًا كلمته أثناء الحفل