في ظل الأوضاع المأساوية في سورية، تعتزم الحكومة الألمانية توسيع عروضها الثقافية والتعليمية هناك. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك-فالتر شتاينماير على هامش المؤتمر الدولي من أجل اللاجئين السوريين في برلين امس: "ينبغي علينا عدم السماح بنشأة جيل ضائع جراء النزاع السوري". وتخطط الحكومة الألمانية لوضع برنامج جديد للمنح الدراسية يمكن نحو مئة لاجئ سوري من الدراسة في ألمانيا. وأعلنت الأكاديمية الألمانية للتبادل الأكاديمي (دي إيه إيه دي) أن الخارجية الألمانية خصصت 8ر7 ملايين يورو لدعم المنح الدراسية. ومن المقرر أيضا مضاعفة عدد المنح الدراسية المنتظمة التي تقدمها الأكاديمية. وفي مستهل المؤتمر الدولي من أجل اللاجئين السوريين، ناشد شتاينماير زيادة دعم الدول المجاورة لسورية. ودعا شتاينماير خلال المؤتمر الذي انعقد امس في برلين إلى عدم التركيز فقط على المساعدات الإنسانية العاجلة خلال التغلب على كارثة اللاجئين، بل أيضا العمل على استقرار الدول المستقبلة للاجئين. وقال شتاينماير: "لذلك يتعين أن ينطلق من هذا المؤتمر في برلين اليوم التزاما بالتضامن". تجدر الإشارة إلى أن الاضطرابات في سورية خلال السنوات الماضية تسببت في فرار خمسة ملايين سوري إلى دول مجاورة. ويعتبر لبنان من أكثر الدول تضررا من موجات اللجوء السورية، حيث يعيش فيه حاليا وفقا للتقديرات أكثر من مليون لاجئ سوري، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد السكان في لبنان بمقدار الثلث. كما تعتبر الأردنوتركيا من الدول الأكثر تضررا من موجات اللجوء القادمة من سورية، حيث يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن التي يبلغ عدد سكانها نحو ستة ملايين نسمة، أكثر من 600 ألف لاجئ، بينما يبلغ عدد اللاجئين السوريين في تركيا - بحسب بيانات أنقرة - أكثر من 5ر1 مليون لاجئ. ويشارك في المؤتمر ممثلون من 40 دولة ومنظمة، بينهم المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو جوتريس، ورئيس الوزراء اللبناني تمام سلام.