تم في موسكو أمس الثلاثاء في إطار لقاء القمة الروسية/ الكازاخية التوقيع على معاهدة ترسيم أطول حدود في العالم بين بلدين والتي تمتد على طول سبعة آلاف وخمسمائة كيلومتر. وتجيء هذه المعاهدة بعد ست سنوات من العمل المكثف للتوصل إلى حل بعض الإشكالات العالقة بشأن بعض المناطق وخاصة منطقة إيماشيفسك التي تحوي منبعاً غنياً للغاز الطبيعي، وقد حل هذا الإشكال بتقاسم الموقع مناصفة وتشكيل شركة روسية/ كازاخية مشتركة لاستغلاله. على أن لتوقيع هذه المعاهدة جوانب أخرى بالغة الأهمية لتكريس المسؤوليات والصلاحيات على القطاعات الحدودية الهائلة في امتدادها ليصار إلى ضبطها في إطار مواجهة مكافحة تهريب المخدرات من آسيا الوسطى إلى روسيا ثم أوروبا حيث تعتبر السهوب الكازاخية المديدة معابر دائمة لتجار هذه السموم، وبتوقيع هذه المعاهدة تكون كازاخستان أول دولة مساحلة لقزوين تنهي جميع مشاكلها الحدودية مع روسيا. وركز الرئيس الروسي فلاديمير بوتن على أن هذه المعاهدة هي توصل لحلول وسط بين الأصدقاء مركزاً على أن هذه القمة لن تقتصر على توقيع هذه المعاهدة بل ستشمل أيضاً تطوير التعاون الثنائي في مختلف المجالات خاصة أن تطور العلاقات الاقتصادية دفع إلى زيادة ملحوظة في التبادل التجاري من خمسة مليارات إلى سبعة مليارات ونصف المليار دولار في حين اعتبر الرئيس الكازاخي نزاربايف توقيع المعاهدة حدثاً هاماً يعني توطيد حدود الثقة والصداقة وتدعيم البزنيس بين البلدين. تجدر الإشارة إلى أن القمة الروسية الكازاخية أولت مجالاً هاماً للتعاون والتنسيق في الأطر الإقليمية لتكريس الأمن والاستقرار سواءً عبر آليات رابطة الدول المستقلة أو دول معاهدة شانغهاي للتعاون ناهيك عن توسيع مجالات التعاون الثنائي وخاصة في حقل الفضاء الخارجي حيث سيتم إعداد منظومات وآليات فضائية خاصة لكازاخستان في المركز العلمي الروسي للأبحاث الفضائية ننوه أخيراً بأن الرئيس الكازاخي نور سلطان نزاربايف قلد وسام الصداقة الكازاخي لكل من وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف تثميناً لجهودهما في تعميق العلاقات بين البلدين.