قتل 27 جنديا مصريا على الاقل واصيب 26 اخرون في هجوم انتحاري بواسطة سيارة استهدفت حاجزا للجيش قرب مدينة العريش في سيناء أمس في اعتداء هو الاسوأ ضد قوات الامن منذ الاطاحة بالرئيس المعزول في يوليو 2013، حسبما افاد مصدر امني. وقال مصدر امني ان "انتحاريا يقود سيارة مفخخة هاجم حاجزا للجيش في كرم القواديس في منطقة الخروبة قرب مدينة العريش في شمال شبه جزيرة سيناء ما ادى الى مقتل 27 جنديا واصابة 26 بجروح". واضاف المصدر ان انفجار السيارة في الحاجز اعقبه "انفجار ضخم أدى الى نسف الحاجز بشكل كامل". وتقع منطقة الخروبة شمال شرق العريش في الطريق بين هذه المدينة ورفح على الحدود مع قطاع غزة. والحاجز يقع في منطقة مزارع خارج العريش غير مكتظة بالسكان. من جهته، قال طارق خاطر وكيل وزارة الصحة في سيناء ان عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب "خطورة الكثير من الاصابات وعدم وصول كافة المصابين" الى المستشفيات. وقال هيثم راضي احد سكان العريش ان "المساجد في العريش تدعو المواطنين الى التبرع بالدم للمصابين". وفي اغسطس 2012، قتل 16 جنديا من قوات حرس الحدود في هجوم ضد نقطة امنية في رفح. وسبق واستخدمت سيارات مفخخة يقودها انتحاريون في هجمات ضد الامن في مصر ابرزها الهجوم الدامي ضد مديرية امن المنصورة في ديسمبر الماضي الذي اسفر عن سقوط 14 شرطيا. وهناك ايضا الهجوم ضد مديرية امن القاهرة بعدها بشهر واحد ما اوقع نحو ستة قتلى فضلا عن محاولة اغتيال وزير الداخلية محمد ابراهيم في سبتمبر 2013. وقد ازدادت هجمات المتشددين ضد قوات الامن في سيناء مؤخرا بشكل ملحوظ، والاحد الماضي قتل سبعة جنود واصيب اربعة اخرون في هجوم بقنبلة استهدف مدرعة للجيش في مدينة العريش، كما قتل اثنان من شرطة قبل ذلك بيومين. والشهر الماضي، قتل 17 شرطيا في هجومين كبيرين ضد الامن في شمال سيناء ايضا. وقد تبنى تنظيم "انصار بيت المقدس" ابرز الجماعات الجهادية معظم هذه الهجمات. والاربعاء، تبنى تنظيم جهادي اخر يحمل اسم "اجناد مصر" مسؤوليته عن هجوم بقنبلة امام جامعة القاهرة جرح عشرة اشخاص هم ستة من رجال الشرطة واربعة مدنيين. وتقول هذه الجماعات ان الهجمات تشكل انتقاما للقمع الدامي الذي تقوم به السلطات المصرية ضد انصار مرسي. من ناحية أخرى، قام ملثمون فجر أمس الجمعة بإشعال النيران في سيارتين "هيئة دبلوماسية" تابعتين لموظفين بقنصلية المملكة العربية السعودية بمنطقة الملاحة بمحافظة السويس عن طريق إلقاء زجاجات المولوتوف على السيارتين ثم فروا هاربين. وأكد مدير أمن السويس اللواء طارق الجزار في تصريح صحفي أمس أنه تم تحديد المجرمين الذين قاموا بإشعال النيران في السيارتين وأنهم من أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية. وقال الجزار إن "المجرمين الذين ارتكبوا الجريمة من أعضاء الإخوان الإرهابية بالسويس، وسيتم القبض عليهم خلال ساعات قليلة"، مشيرا إلى توصل التحريات إلى معلومات كاملة عنهم. وأضاف الجزار أن المتهمين قاموا بتنفيذ جريمتهم من أجل نشر الفزع بين المواطنين في السويس، مشددا على أن السويس محافظة مؤمنة تماما، ولن يستطيع أحد أن يعكر على السوايسة احتفالاتهم بالعيد القومي للمحافظة. وبدورهم، أكد شهود عيان أن ثلاثة ملثمين ألقوا مواد سائلة وزجاجات مولوتوف على السيارتين وأشعلوا بهما النيران قبل أن يفروا هاربين مستقلين سيارة ودراجتين بخاريتين، وتمت السيطرة على النيران، وتمشط قوات الأمن محيط المنطقة بحثًا عن مرتكبي الحادث.