شاهدت في أحد المواقع الإلكترونية موضوعا عن أن وجبات غداء طلاب المدارس اليابانية تحتل المرتبة الأولى صحياً «وتتفوق بذلك على 30 دولة مختلفة من ضمنها دول أوروبية وآسيوية، وكان الموضوع مرفقاً بعدد من الصور والمعلومات عن وجبات الغداء والتي تشتمل على الرز الأبيض أو البني، الأندومي، السمك المشوي أو المسلوق، الشوربات، البيض المسلوق، السلطات وغيرها من المواد الغذائية الطازجة المفيدة والمليئة بالفيتامينات والبروتينات. وبمقارنة بسيطة مع ما يقدم من وجبات لطلابنا في مقاصف المدارس فسنجدها مملوءة بالحلويات والمياه الغازية والأطعمة المعلبة مثل الشبس والشكولاتة. في استطلاعنا هذا نود أن نعرف مدى اهتمام طلابنا بالوجبة الغذائية المدرسية وتناول الفطور الصباحي في المنزل. الصغير علي العامر – 10 سنوات – يقول إن والدته هي التي تحرص على تزويد حقيبته بالفطور الذي تراه مناسبا له ومغذيا وبنفس الوقت سهل الحمل، فتضع له سندويش البيض والحليب بالشوكولاته ومعمول التمر أو بسكويت. وكانت الشقيقتان رند ورهف الزهراني يتناولن فطورهن المدرسي خلال الفسحة الذي كان عبارة عن فطيرة جبن وعصير برتقال محفوظ، وسألتهن عن اكتفائهن بهذا الأكل اليومي، تقول رند – 9 سنوات – أحس بالجوع عند ساعة الخروج فأقوم بشراء العصير البارد مرة أخرى وشوكلاتة أو آيسكريم بما أن الجو الآن حار، وعندما سألتها عن تناولهن الفطور الصباحي في المنزل تقول رهف – سادس ابتدائي – أننا لا نتمكن من تناول أي شيء في البيت لأننا بذلك سنتأخر عن الخروج من المنزل مع والدتي لأنها معلمة في مدرسة أخرى، لذلك نستعيض عنها بتناول وجبتنا في فسحة المدرسة. فهد الحميدي – 13 سنة – يرى بأن القصور من المدارس في عدم توفير الفطور الصحي يقول فهد «لا تتوفر في المقصف إلا المأكولات الخفيفة مثل الشبس والعصائر والفطائر الجاهزة أو الشوكلاتات فماذا نشتري من مأكولات مغذية ومفيدة، عدا هذا جلوس أغلب الطلاب وخصوصا المدارس الحكومية في ساحات غير مظللة وسط أشعة الشمس، وحتى مقصف المدرسة فإنه لا يستوعب أعداد الطلاب الكبيرة، أما إن دخلت هذا المقصف فستجد الأطعمة هي ذاتها في كل يوم سندويشات (فلافل وجبن وبرجر)، بطاطس مقلية «شبس»، شوكولاتة، حليب أو عصير مشبعان بالسكريات. صحة وأمان بدورها ترى أخصائية التغذية الهام الداود أن تعليم الأطفال عادة الفطور تقع على عاتق الأهل من تشجيعهم وترغيبهم فيها، ولا يجب أن يترك الأمر لهم، لأن الأطفال عادة لا يحبذون الأكل بعد الاستيقاظ مباشرة، ودعت الداود إلى ضرورة تناول الأهل أو أحد الأبوين على الأقل الفطور مع أطفالهم وأن يتحدثوا خلال الوجبة عن مشاريعهم اليومية وكذلك محاولة فهم ما يعانيه أطفالهم من مشاكل في فترة الدراسة ومساعدتهم على حلها، وقالت إن هذه الطريقة تجعل الأطفال يتشوقون لوجبة الفطور ويشعرون خلالها بالأمان.