أعلن السفير الهندي لدى المملكة حامد علي راو عن مساعٍ حثيثة تبذلها حكومة الهند لتعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية بين البلدين، وقال في حديث ل"الرياض" أمس الأول على متن سفينة (أي أن أس تير) التي رست قبالة ميناء الجبيل التجاري "إننا ندرك أن العلاقات بين الهند والمملكة تسير من قوة إلى قوة وتنتقل العلاقات المتبادلة إلى ما هو أبعد من أعمالنا المشتركة أو المصالح المهنية وتعكس اندماجا كبيراً لحضارتنا ومعتقداتنا الثقافية المشتركة وأعلى القيم الاجتماعية". وأشار إلى العلاقات الدفاعية التي تشكل عنصراً هاما من رؤية الهند الاستراتيجية المشتركة مع المملكة، لافتا إلى زيارة سفينتين من القوات البحرية الهندية للمملكة التي تجسد عمق العلاقات المتينة، مشدداً على أسس العلاقات العسكرية بين البلدين التي وضعت من خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله إلى الهند في عام 2006 وتعززت مزيدا من خلال زيارة دولة رئيس الوزراء الدكتور مانموهان سنغ في عام 2010، ونتيجة لزيارة وزير الدفاع الهندي أيه كيه أنتوني إلى الرياض في عام 2012 تقرر إضفاء الطابع الرسمي للعلاقات من خلال تشكيل لجنة مشتركة للتعاون الدفاعي. وأشار اجتماع اللجنة المشتركة للتعاون الدفاعي والتي تضم كبار الشخصيات من كلا البلدية في نيودلهي والتي ساهمت في تعزيز العلاقات العسكرية المشتركة، حيث تحقق ذلك في فبراير من هذا العام من خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى نيودلهي حيث تم التوقيع على اتفاقية تاريخية بشأن التعاون الدفاعي بين كلا البلدين تنص في إطار واسع للمشاركة في التعاون العسكري في أبعاد مختلفة تتراوح من تدريب إلى إنتاج وعمليات مشتركة. وأعلن السفير عن تفاؤله لمزيد من التقارب في مختلف أوجه التعاون العسكري في مرات قادمة، مشيرا إلى التعاون الحالي من قبل الهند مع نظراهم السعوديين في العديد من المجالات حيث يشارك الضباط السعوديين في الدورات التدريبية في المؤسسات الهندية العسكرية العليا، فيما يقوم ضباط الجيش الهندي بزيارة المملكة بصورة منتظمة في سعيهم للتعلم المتبادل في الوقت الذي يقوم الضباط السعوديين بالزيارات المتتابعة المنظمة إلى المعارض الهندية الدفاعية، والعروض الجوية والأسطول البحري وزيارة السفن بين البلدين التي تحدث سنوياً، حيث تخلق هذه الأنشطة بيئة مواتية للتعاون والدعم المتبادل. وكانت السفينتان الهنديتان (أي أن أس تير) و(أي أن أس سوجاتا) قد وصلتا إلى الجبيل 20 أكتوبر وتغادران اليوم حيث سنحت الفرصة بالتقاء أفراد البحرية الهندية الزائرين بالتفاعل بشكل مكثف مع نظرائهم من القوات البحرية الملكية السعودية في اجتماعات مكثفة بحضور قائد قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية وقائد كلية الملك فهد البحرية لمناقشة أمور التدريب وتبادل الخبرات وتعزيز العلاقات المتينة وتبادل الزيارات بين السفن البحرية الهندية والسعودية لتقوم بعملية مرور مشتركة وقيام عدد كبير من طلاب مدارس الهندسة والسعودية بزيارة السفن.