يعتبر نبات الغضا من أشهر النباتات الصحراوية. وقد اشتهر قديما وحديثا في صحارى المملكة ودول الخليج العربي والشام والعراق وغيرها، ويستخدمه الانسان في هذه المناطق بكثرة في عمليات الطهي والتدفئة، يقول الشاعر مضواح بن شتوي: والله ان القلب من حر ماصابه غشيش من كثر شغلات بقعا دقيقه مافضا كن في جوفي شواكيش عمال الوريش وكن رجليه توّطا على جمر الغضا ولعل من أجمل الابيات الشعرية الفصيحة وأشهرها التي ذكر فيها نبات الغضا هي تلك الأبيات التي نظمها مالك بن الريب في قصيدته المشهورة والتي رثى فيها نفسه، حيث كان يحتضر بين أشجار الغضا التي كانت أنيسه الوحيد آنذاك: ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بوادي الغضا أزجي القلاص النواجيا فليت الغضا لم يقطع الركب عرضه وليت الغضا ماشى الركاب لياليا لقد كان في أهل الغضا لودنا الغضى مزار ولكن الغضا ليس دانيا وحول طبيعة وصفات نبات الغضا يقول المهندس سامي احمد الحوراني إن الكثير من الناس يجهل ما هية وأهمية هذا النبات والمخاطر التي تهدد وجوده، فنبات الغضا ينتشر في مناطق الكثبان الرملية السعودية والاردن وبلاد الشام والعراق وغيرها من البلدان، وهو عبارة عن شجرة صغيرة معمرة يصل ارتفاعها من 1 الى 4 أمتار، ويعيش في الترب والكثبان الرملية الثابتة والمتحركة في الصحاري الجافة التي يقل معدل الأمطار فيها عن 50 مم سنويا. يفضل هذا النبات التربة الرملية عادة، ويتميز الغضا بتحملة لدرجات حموضة التربة المختلفة، كما أنه متحمل جيد للملوحة والجفاف، كما يمتاز بجذوره الطويلة والقوية والتي تمتد الى عشرات الأمتار لتصل الى الماء. ويضيف الحوراني أن نبات الغضا يستخدم في كثير من الدول لأغراض إعادة تأهيل المراعي وتشجير جوانب الطرق الصحراوية، كما أنه يدخل في صناعة الأثاث والورق والأصباغ. ويعتبر خشب الغضا المصدر الرئيس للحطب والوقود في البيئات التي ينتشر فيها، نظرا لصلابته حيث ينتج عن احتراقة كمية حرارة عالية ومدة احتراق طويلة. أما أوراقه فهي تشكل غذاء جيدا للكثير من الحيوانات الصحراوية البرية وغير البرية مثل الجمال والماعز والمها العربي وغيرها. أما بيئيًا فيلعب نبات الغضا دوراً كبيرًا ومهماً كعنصر نباتي في تثبيت الكثبان الرملية ومنع انجراف التربة، ويعمل كمصد للرياح ويتحمل اصطدام ذرات الرمل وتراكمها على الأغصان، وله القدرة على تكوين الكدوات أو النبكات الرملية حوله نتيجة اصطدامه بالرياح المحملة بالرواسب. ويعتبر الانسان واستخدامه السلبي والأناني تجاه المقدرات البيئية من أهم العوامل التي أدت الى تدمير الغضا والبيئات الرهيفة في معظم الدول العربية. وبهذا أصبح هذا النبات من النباتات المهددة بانحسار مساحات انتشاره وانقراضه بشكل جدي. ومن أمثلة التصرفات السلبية الرعي الجائر والاحتطاب بالإضافة الى مغامرات مرتادي الصحراء وسباق الراليات والذين يدوسون بادرات الغضا وغيره من النباتات الصحراوية بأقدامهم ومركباتهم ذات الدفع العالي، علاوة على استخدام جمر الغضا طوال الليل والنهار للطهي والترفيه عن النفس. يقول الشاعر عبدالله القثامي انخفض سعر الغضا وارتفع سعر القرض ياكثر ناسٍ تعرف الحقايق وعبطا الردي بسمه ورسمه رضي والا رفض يا عساه افدا رجال على الطيب انشطا