ثورة الاتصالات التي يشهدها العالم الآن جعلت حوالي نصف عدد سكان الارض يستخدمون الهواتف الذكية، وتشير المعلومات ان عدد المشتركين بخطوط الهاتف النقال زاد بمليار مستخدم في الاربع سنوات الماضية ووصل الى حوالي 3.2 مليارات، نصفها تقريبا من الهواتف الذكية، ان التغيير الذي احدثته هذه الطفرة المعلوماتية في المجتمع العالمي بأسره. لم تقتصر على الاثر الاجتماعي فحسب وانما احدثت نقلة كبيرة في الثورة الاقتصادية والاسواق في مجالات تقنيات الخدمات والتجارة واصبح لها اثر بالغ في حركة التجارة من خلال تطبيقات التقنيات في سائر القطاعات. وتشير التقديرات المنشورة الى ان القيمة الاقتصادية للاعمال عبر الهواتف النقالة والذكية تحديدا الى انها ستبلغ حوالي 11 ترليون دولار عام 2025م وهو رقم ضخم جدا يؤكد على ان المستقبل التجاري سيكون تحت ايدي ثورة التقنية والاتصالات والتطبيقات في الاجهزة الذكية، في المملكة يعتبر سوق الاتصالات والهواتف النقالة من اكبر اسواق الشرق الاوسط ومن اعلى معدلات الانتشار والتوسع عالميا، فقد بلغ عدد المشتركين حوالي 53 مليون مشترك حتى عام 2013م ووصل معدل الانتشار اكثر من 181٪ وهو معدل مرتفع يصل الى متوسط هاتفين لكل مشترك واصبح السوق السعودي من اهم الاسواق المستهدفة ولعل التجربة الاخيرة لطرح هاتف اي فون 6 وما حدث بها اكثر دليل على ذلك. كما ذكرنا انه مع التغيير الاجتماعي الذي احدثته النقلة الكبيرة في قطاع الاتصالات والمعلومات من ناحية تأثيره الاجتماعي، الا ان الاثر الاقتصادي ايضا اصبح كبيراً جدا، وبدأت الشركات والمؤسسات في مختلف القطاعات تبدع في استخدام تقنيات التطبيقات في تقديم خدماتها بارباح عالية، وتعتبر تقنيات سيارات الاجرة وخدماتها من اكثر القطاعات مثالا على تطبيق هذه الخدمات التقنية، بالاضافة الى استخدام تقنيات الاتصالات في جميع اوجه النشاط التجاري تقريبا، نحن لسنا في معزل عن العالم الخارجي وتطوراته ولكن العبرة في كيفية تطويع هذه الخدمات وتقنياتها بما يخدم الاقتصاد، ويكفي ان الخطة العاشرة للتنمية وضعت الاقتصاد الرقمي شعارا لها وهو جزء من التطورالتقني في قطاع الاتصالات ومجالات التجارة فيه، نتأمل من الجهات ان تضع في خططها حيزاً لمواكبة هذه التطورات التقنية واستثمارها بما يخدم مصلحة الاقتصاد والمجتمع السعودي.