بدأت أمس محادثات بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الايراني محمد جواد ظريف ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون بهدف تحريك المفاوضات التي تراوح مكانها حول برنامج ايران النووي. وامام ايران والقوى الست التي تتفاوض معها ستة اسابيع حتى 24 نوفمبر للتوصل الى اتفاق شامل هدفه منع طهران من امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي المدني. وقال كيري في باريس قبل الاجتماع الثلاثاء ان التوصل الى اتفاق لا يزال ممكنا في المهلة المحددة رغم انه ما يزال يتعين القيام بالكثير من الامور. وقال كيري للصحافيين بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف "لا اعتقد انه (الاتفاق مع طهران حول برنامجها النووي) بعيد المنال ولكن لدينا قضايا صعبة تتطلب حلا". ورفض كيري التعليق على ما يرجحه العديد من الخبراء وهو تمديد المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق. وقال "يجب ان نواصل المحادثات الجدية، وهو ما سنقوم به وسنجري تقييما الى اين نصل". واضاف "لا اعتقد ان اطلاق الكثير من التكهنات في الوقت الحالي سيخدم اي هدف". وصرح مسؤول بارز في الخارجية الاميركية الاربعاء ان تاجيل الموعد النهائي ليس محل نقاش حاليا. واضاف "نحن لا نتحدث عن تمديد.. لا يزال امامنا الكثير من الوقت للقيام بذلك.. اذا اتخذ الجميع القرارات الضرورية". لكن لافروف قال في مؤتمر صحافي منفصل في باريس ان مهلة نوفمبر "ليست مقدسة". وقال "نامل في الحصول على نتيجة بذلك التاريخ، ولكنني واثق من حيث المبدأ ان المهم ليس المواعيد التي تحدد بشكل اصطناعي، ولكن جوهر الاتفاق ونوعيته". ولكن وزير الخارجية الايراني المح الى ضرورة تاجيل المهلة النهائية من اجل مناقشة ما وصفه ب"طرق جديدة جدية ومبتكرة". وصرح للتلفزيون الحكومي في وقت متاخر من الثلاثاء عقب محادثات مع مفاوضين اميركيين واوروبيين "هذه المحادثات ستستغرق وقتا.. ومن الممكن ان نحتاج الى مزيد من الوقت لمناقشة هذه الحلول". ومجموعة الست التي تتفاوض مع ايران حول برنامجها النووي تضم الدول الاعضاء الدائمة في مجلس الامن (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا) الى جانب المانيا. وترغب مجموعة 5+1 في ان تخفض ايران نشاطاتها النووية لانهاء الخلاف المستمر منذ اكثر من عقد بشان هذا البرنامج، مقابل رفع العقوبات الدولية عن الجمهورية الاسلامية. وتنفي ايران سعيها لامتلاك قنبلة نووية وتقول انها تريد توسيع برنامجها النووي لانتاج الكهرباء ومعالجة مرضى السرطان. وفي نوفمبر 2013 توصلت ايران ومجموعة 5+1 الى اتفاق مرحلي وامهلت نفسها حتى 20 يوليو للتوصل الى اتفاق دائم. الا انها لم تتمكن من ذلك ما دفعها الى تاجيل المهلة الى 24 نوفمبر. ونقطة الخلاف الاساسية تبقى قدرات ايران المستقبلية لتخصيب اليورانيوم، وهي العملية التي يمكن ان تنتج وقودا للمفاعلات وكذلك مادة لصنع سلاح نووي في حال الوصول الى درجات عالية من النقاء في التخصيب. ويبدو انه تم احراز تقدم في تغيير تصميم مفاعل تبنيه ايران في اراك لكي ينتج بلوتونيوم اقل وكذلك ضمان عمليات تفتيش اكبر وحصر الانشطة في منشأة فوردو المحصنة. وتشمل نقاط الخلاف الاخرى وتيرة رفع العقوبات والجدول الزمني الذي سيحدد للاتفاق وتحقيق الاممالمتحدة في احتمال وجود "أبعاد عسكرية" لانشطة ايران في السابق. وبدأ العديد من المحللين يتوقعون تمديد المهلة المحددة للتوصل الى اتفاق. وقال علي فائز من مجموعة الازمات الدولية لوكالة فرانس برس ان "اتفاقا كاملا بحلول 24 نوفمبر لم يعد محتملا. انما الممكن هو تحقيق اختراق يمكن ان يبرر اعطاء الجهود الدبلوماسية المزيد من الوقت". والتكهنات حول احتمال تمديد المهلة عززتها تعليقات مسؤولين ايرانيين بينهم الرئيس حسن روحاني. وقال روحاني للتلفزيون الرسمي الجمعة "نرغب في ان تحل المسالة في اربعين يوما لكن اذا حصلت امور اخرى ولم نتمكن من حل كل المشاكل، فان الجانبين سيجدان حلا". وسيعقد اجتماع يشمل ايران والقوى الست اليوم.