في زمن الصحافة الشعبية مر الشعر بمرحلة الشهرة التي أعطت الكثير من الشعراء مساحات كبيرة، وظلت فئة كبيرة من أولئك الشعراء تعتلي تلك المساحات بمساعدة مسؤولي التحرير في تلك الصحافة الشعبية الورقية الذين أخذوا على عاتقهم الوقوف إلى جانب محسوبيهم على حساب الآخرين من الشعراء. تلك المرحلة أخذت حيزاً كبيراً في زمن عدم ظهور التقنية الحديثة التي سحبت الآن البساط من تحتها كلياً ولم تُبق لأولئك الشعراء أثراً يذكر إلا في النادر اليسير وهذا بالطبع مايحدث الآن إذ إننا نقرأ ونشاهد في مواقع التواصل الاجتماعي المحتلفة مساحات كبيرة استطاع الكل فيها من الشعراء إيجاد أمكنة لهم دون التدخل من أحد بل وفرضوا أنفسهم بكل قوه. حتى مواقع الأدب الشعبي في المنتديات المختلفة عبر الشبكة العنكبوتية أصبح يشوبها الضعف لانصراف العدد الكبير من الشعراء إلى مواقع التواصل الاجتماعي كالتويتر والفيس بوك وهذا بحد ذاته يعتبر انتصاراً كبيراً للشعراء الذين مروا بفترة من عدم الاهتمام والتجاهل ممن نصبوا أنفسهم أوصياء على تلك الصحافة الورقية كأصحاب المجلات التي أخذت مساحات كبيرة لأصحابها ومحسوبيها. في الوقت الحاضر توارت تلك المجلات وبعض الصفحات الشعبية في بعض الصحف وأصبحت دون ذكر وعادت أدراجها وهذه بالتالي نتيجة متوقعة في ظل التطور التقني الثقافي الحالي الذي أصبح شاملاً وسهل الوصول إليه بحيث أصبح الشاعر مثلاً أو الفنان أو الكاتب أن يضع لنفسه مكاناً وموقعاً يشاهده الكل من خلاله ويضع فيه ماشاء من إبداعاته دون الإذن أو الاستجداء من محرر أو من مشرف ملف شعبي في مجله أو في صحيفة. ومن على شرفات الإبداع نقرأ ونشاهد العديد من الشعراء المبدعين الذين أصبح التواصل معهم سهلاً وقريباً بل وبشكل شبه يومي بخلاف السابق حيث كانوا يتوارون خلف اضطهاد المحرر الشعبي وشلته التي سيطرت تماماً على الأدب الشعبي المقروء، وهاهم الآن يئنون تحت وطئة تلك التقنية إذ إنهم باتوا مهمشين تماماً ولم يعد لهم ظهور ومايظهر منهم الآن هم أولئك الصادقون الذين عملوا بكل حسٍ صحفي صادق ونزيه، وهم أوفياً لأدبهم وشعرائه. يبقى الإبداع الذي هو الشيء الأساسي في عملية النشر وكثيراً ماتمت المناداة به في زمن النشر في الصحافة الورقية السابقة ولكن بدون إجابة. أخيراً: تاه المسا ضاعت معالم سنا الضي جاعت عيون ومات في موقها النور كنك رسمت أقواس وجهي على يدي وكنه طغى فيك الجفا عِند وغرور