كنا بخير وصحة نفسية وعقلية واطمئنان وتأدب مع خالقنا وأنفسنا ومجتمعنا لا يشتم بعضنا بعضا ولا نتطاول على الآخرين باسم الحرية المارقة التي توتر النفوس وتشوه المبادئ والاخلاق الفاضلة التي تترفع عن السفه واللغو والتخوين دون دليل. غير أن الذين تتمكن منهم الضغائن وجدوا في مناخ الفوضى تحت مسمى الحرية الغوغائية ما يجعلهم يجرؤون على ظلم الناس وقذفهم باسم هذه المزعومة دون أن يكون هناك وازع إنساني أو رادع نظامي يقنن مفهوم الحرية ويحدد المكان التي يجب أن تنتهي فيه. لحماية القيم والأعراض وصيانتها من التمادي تحت مسميات هلامية ماكان لنا أن نتقبلها وهي تعمل على طمس هويتنا الاخلاقية وتسيء إلينا اجتماعياً ودينياً. لولا انها تجد من يدافع عنها دفاع المستميت. لكي يقول الناس عنه انه إنسان متحضر وديمقراطي حتى وان كان لا يفقه شيئاً فيما يقول. ولكن على طريقة خالف تعرف. فنحن لا نعارض ادوات الحضارة الحديثة كالتعليم والصناعة والإبداع والاختراع ومايعود على مجتمعنا بالفائدة والتقدم ولكننا نعارض الانحلال والتطبيع الاخلاقي وتبعاته التي تشوه صورتنا النقية وتعيشنا حالة قلق وخوف على سلوك ابنائنا ومجتمعنا الذين بدأؤوا يفقدون هويتهم ويتشربون مفاهيم تذيب ترابط المجتمع وقيمه وحين يكون ذلك تصبح الأمة مستنسخة لا هوية لها".