الحمد لله وحده وأشهد أن الموت حق.. رحلت يا أبا عبدالعزيز فخيمت سحابة من الحزن والكدر على نفوس جميع محبيك من الأقارب والأصحاب والزملاء فحق لهم ان يحزنوا على فراقك وان يبكوك فقد فقدوا بموتك نبل المشاعر وصدق المودة والتواضع ومكارم الاخلاق خاصة وأن وفاتك أتت مفاجئة للجميع حيث كنت تتمتع بصحة وعافية وفي أوج فرحة أقاربك ومحبيك بشفائك من العارض الصحي الذي أنهك جسدك ولازمك مدة سنتين كنت خلالها طريح الفراش وعلى السرير الأبيض. لقد كان يوم وفاتك يوما مشهودا لكافة اقربائك وأصدقائك ومحبيك وكان الحزن على فراقك بالغا وعميقا في نفوس الجميع الذين اعتراهم الأسى والحزن ومن شاهد الحشود الكبيرة التي أتت لحضور الصلاة عليك في جامع عتيقة عصر يوم الاربعاء الموافق 15/11/1435 يدرك عظم قدرك ومنزلتك عند من عرفك او تعامل معك حيث شعر الجميع بأنهم فقدوا بغيابك أخاً مخلصاً وصديقاً وفياً، كما فقدت محافظة الحريق بموتك أحد ابنائها البررة ذا الدين والخلق الرفيع. ومن الوفاء ان نكتب عنك وأنت الفارس الذي ترجل ونذّكر بخصالك الحميدة فقد كنت هامة وشخصية مرموقة غفر الله لك وأثابك على ما قدمت في حياتك. إن لوفاة فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبدالعزيز الكليب وكيل هيئة الرقابة والتحقيق سابقا وقعا خاصا في النفس وهو الذي قضى عمرا حافلا بالجد والنشاط والعطاء في خدمة الدولة والوطن حيث عمل في بداية حياته العملية في التدريس في المعاهد العلمية ثم تولى بعد ذلك عددا من المهام والمسؤوليات القيادية ومنها العمل في رئاسة اللجان العمالية ولجان الفصل في القضايا التجارية في وزارة التجارة، وكانت اخر الاعمال التي تولاها وكيل هيئة الرقابة والتحقيق حيث قدم من خلال أعماله الرسمية لوطنه وأمته وحكومته عصارة فكره النير وجهده الوثاب الذي لا يعرف الكلل والملل وكان الجد والاخلاص والأمانة في أداء العمل صفة ملازمة له ومشتهر بها عند من عرفه. انه الرجل الذي يحب الخير للجميع والقدوة الحسنة في سيرته يحرص على زيارة معارفه وأصدقائه ويعود المريض منهم في اوقات متقاربة ومحددة ويتحمل عناء المشقة والسفر لوصلهم وزيارتهم كما يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم ونادرا ما يتخلف عن ذلك ولا تثنيه مشاغله الكثيرة حتى وهو في فترة مرضه، كما انه لا ينسى اصدقاءه وأحبابه حتى بعد موتهم فقد درج -رحمه الله- على رثاء المتوفى منهم في الصحف وفاءً لهم معبرا عن حزنه العميق لفقدهم ومنوها بمحاسنهم ومناقبهم وكانت اخر مراثيه قبل وفاته بمدة قصيرة في الرجلين الكريمين من محافظه الحريق كلاً من الشيخ عبدالرحمن بن علي المسعود والشيخ راشد بن زيد الهزاني اللذين اشتهرا لدى سكان المحافظه وخارجها بالصلاح والجود والكرم ونفع الناس رحمهم الله جميعا. وفي هذا المقام المؤثر أشير الى عاطفة هذا الرجل مع اصدقائه وزملائه وصفاء وده فقد كانت تربطه بأخي الدكتور عبدالله علاقة زمالة وصداقة قوية وجوار فلما انتقل الى رحمة الله تعالى تأثر تأثرا بالغا لوفاته وكان يردد في آخر حياته رحمه الله من انه يتحاشى المرور من امام منزله لما يجيش بخاطره من حزن وأسى على فراقه. في ذمة الله الكريم وبره ماضم من عرف ومن احسان اللهم اغفر لفضيلة الشيخ سعد الكليب وارحمه وارفع درجته في الفردوس الأعلى وعافه واعف عنه وأكرم نزله يا جواد يا كريم.