لم تنته بعد مفاعيل الهجوم الذي قامت به "جبهة النّصرة" على 15 مركزاً ل "حزب الله" في جرود بريتال وصولا الى جرود يونين المتصلة بجرود عرسال ظهر الأحد الفائت وفشله بعد مواجهات حادّة بين الطرفين ووقوع 10 مقاتلين للحزب وعدد آخر من "جبهة النصرة"، ويشير محللون عسكريون الى أنّ هذا السيناريو سيتكرر في مناطق لبنانية أخرى وخصوصا في البقاع الغربي. وتحدّث مصدر عسكري رفيع ل"الرياض" عن احتمالات المواجهات المرتقبة في لبنان والتي ستتصاعد وتيرتها مع اقتراب فصل الشتاء واضطرار الإرهابيين المتمترسين في الجرود الى إيجاد مخرج لهم للوصول الى السواحل الدافئة. وقال المصدر العسكري: السيناريو المقبل الذي من المحتمل أن يكون قيد التنفيذ بعد فشل غزوتي عرسال وبريتال هو دخول مجموعات صغرى من الإرهابيين باتجاه منطقة مجدل عنجر( البقاع الغربي) وجوارها والتوغل من منطقة غرب دمشق باتجاه منطقة العرقوب وتحديدا بين طريق الجامعة العربية حتى منطقة راشيا، وهذا السيناريو خطر لأنّ المنطقة فارغة من السكان (المسيحيون قلّة والسنّة مهاجرون) مع وجود كثيف للنازحين السوريين، وهذه المنطقة هي خارجة عن التّماس مع القرى الشيعية، وما يحكم المنطقة العسكرية هو الوجود الإسرائيلي في جبل الشيخ، وإذا تمّ هذا الهجوم فسيكون بغطاء إسرائيلي فيلعب الإرهابيون ورقة مشتركة مع إسرائيل، هذا السيناريو إذا وقع فستكون له أهداف سياسية واستراتيجية كبرى لأنه يدخل إسرائيل الى مسرح العمليّات مع قوات الائتلاف الدولي ضدّ "داعش" وسيعطي الأخيرة مشروعية التدخّل لتنظيف المنطقة مع ما يرتبه ذلك من ثمن تقبضه في ملفات شرق أوسطية. ويقدم المصدر العسكري اقتراح حلّ تقوم بموجبه الدّولة اللبنانية بحسم أمرها وتوكل مهام الأمن الداخلي الى قوى الأمن والأجهزة الأمنية الأخرى (أمن عام وأمن دولة) على أن يضطلع الجيش اللبناني بالأدوار الرئيسية الموكلة إليه في محاربة الإرهاب والدفاع عن الحدود دون التلهّي بشؤون داخلية تستنزف قدراته فيتفرغ الى مهمّته الأساسية. والمطلوب بحسب المصدر العسكري الرفيع أن ترفع القوى السياسية الغطاء عن كافة التجاوزات والمخالفات حتى يتولّى الجيش اللبناني تجميع وحداته ويبقي على وحدات احتياط في المناطق لمؤازرة قوى الأمن الداخلي عند الضرورة فيتفرغ لحماية الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية. يذكر أن هجوم المسلّحين وقع عند صلاة الظهر وتمكن المسلحون من إحداث تقدم طفيف في مركز "عين الساعة" التابع ل"حزب الله" وسرعان ما تمت استعادته وهذا المركز يقع في المنطقة الحدودية اللبنانية السورية المتداخلة في جرد النبي سباط الذي يبعد عن بريتال نحو ثلاثين كيلومترا.