قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن تركيا لا تريد لبلدة كوباني السورية التي تقطنها غالبية كردية قرب حدودها مع سورية أن تسقط في ايدي مقاتلي الدولة الاسلامية وستفعل ما في وسعها للحيلولة دون ذلك. وقبل ساعات قليلة من تصريحات داود أوغلو فوض البرلمان التركي الحكومة أن تأمر بالقيام بعمل عسكري ضد الدولة الإسلامية عبر الحدود كما سمح لقوات التحالف الأجنبي باستخدام الأراضي التركية في شن عمليات مماثلة. وقال داود أوغلو خلال حوار مع صحافيين بثته قناة الخبر التلفزيونية التركية في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «لا نريد سقوط كوباني. سنفعل كل ما في وسعنا للحيلولة دون ذلك.» وأضاف «لا توجد دولة أخرى (غير تركيا) لديها القدرة على التأثير في التطورات في سورية والعراق. كما لن تتأثر دولة أخرى مثلنا.» وتقدم مقاتلو الدولة الاسلامية وأصبحوا على بعد بضعة كيلومترات من قلب بلدة كوباني التي تعرف أيضا باسم عين العرب من ثلاثة محاور الخميس بعد سيطرتهم على مئات من القرى في محيط البلدة خلال الأسابيع الماضية مما دفع أكثر من 150 ألفا من أكراد سورية للفرار إلى تركيا. وأدى تقدم المقاتلين بالقرب من مواقع للجيش التركي إلى زيادة الضغوط على الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي لتتخذ موقفا أكثر حزما من التنظيم المتشدد. لكن أنقرة مترددة خشية أن يعمق التدخل العسكري حالة عدم الاستقرار على حدودها من خلال تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد وتقوية شوكة المقاتلين الأكراد المرتبطين بحزب العمال الكردستاني الذي خاض تمردا ضد الدولة التركية استمر 30 عاما. ويوم الأربعاء حذر عبدالله أوجلان زعيم حزب العمال المسجون من أن محادثات السلام بين حزبه والدولة التركية ستنتهي إذا ما سمح لمتشددي الدولة الاسلامية بارتكاب مذبحة ضد الاكراد في كوباني. ميدانيا تدور معارك عنيفة في محيط مدينة عين العرب (كوباني) السورية الحدودية مع تركيا التي يحاول تنظيم «الدولة الاسلامية» اقتحامها، وسط دفاع شرس من مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان امس.وكانت صحافية افادت من منطقة تركية حدودية تبعد بضعة كيلومترات عن كوباني المحاصرة من مقاتلي التنظيم المتطرف، عن تصاعد دخان اسود كثيف صباحا فوق المدينة، وسط سماع اطلاق قذائف هاون بوتيرة منتظمة. واوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن ان «وحدات حماية الشعب دمرت تابعتين لتنظيم الدولة الاسلامية على بعد اقل من كيلومترين جنوب شرق كوباني». وتسببت اصابة الآليتين بمقتل سبعة عناصر من تنظيم «الدولة الاسلامية»، بحسب المرصد. واشار الى ان «دخانا اسود كثيفا تصاعد من جهة كوباني بعد الهجوم على الآليتين العسكريتين»، موضحا ان المرصد الذي يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والصحافيين، احصى سقوط 25 قذيفة هاون على الاثر اطلقها مقاتلو التنظيم على المدينة. ويشن تنظيم «الدولة الاسلامية» منذ 16 ايلول/ سبتمبر هجوما على مناطق في محيط كوباني متجها الى المدينة الاستراتيجية التي ستمكنه، في حال سيطر عليها، من التحكم بشريط حدودي طويل وواسع مع تركيا. وتمكن التنظيم خلال هذه الفترة من الاستيلاء على حوالى سبعين قرية في المنطقة. واقترب مقاتلوه كثيرا من كوباني، الى حد اصبحوا على بعد حوالى كيلومترين او ثلاثة من الجهة الغربية، ومئات الامتار من الجهة الشرقية. وقال عبدالرحمن ان «المعارك تواصلت طيلة الليل والصباح»، مشيرا الى ان «الاكراد يحاولون صد الهجوم». وقال كافير سيفن، وهو كردي من تركيا، وهو يراقب عمليات القصف من مركز مرشد بينار الحدودي، «اننا نشاهد بحزن اعمال القتل التي يقوم بها تنظيم الدولة الاسلامية. اشقاؤنا في وضع صعب جدا، الامر في غاية العنف». وقال برهان اتماكا، وهو يراقب المعارك، «انها مجزرة ترتكب تحت انظار العالم باسره، العالم يقف صامتا فيما الاكراد يقتلون». وخلت مدينة كوباني من سكانها بشكل شبه كامل، مع نزوح «حوالى ثمانين الى تسعين في المئة من سكانها وسكان القرى المجاورة خوفا من هجوم وشيك»، بحسب المرصد. وعبر حوالى 160 الف شخص الحدود في اتجاه تركيا منذ بدء المعارك في المنطقة. واشار المرصد الى استمرار «وجود بضعة آلاف من المدنيين في المدينة» التي كانت تعد قبل الحرب 70 الف نسمة واستقبلت عددا مماثلا من النازحين الهاربين من مناطق سورية اخرى. ويسيطر تنظيم «الدولة الاسلامية» على مناطق واسعة في شمال وشرق سورية، وفي شمال وغرب العراق امجاور. انضم جندي أمريكي سابق إلى القوات الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سورية وهي حالة نادرة لمواطن أمريكي ينضم بمفرده إلى القوات التي تقاتل المتشددين في سورية. وقال متحدث باسم الجماعة الكردية المسلحة الرئيسية في سورية الخميس إن الامريكي جوردان ماتسون -وهو من ويسكونسن- انضم إلى وحدات حماية الشعب التي تقاتل أساسا متشددي الدولة الإسلامية بالقرب من حدود سورية مع تركياوالعراق. وأكد المتحدث باسم وحدات حماية الشعب ريدور خليل وجود ماتسون مع الجماعة في رسالة عبر الإنترنت وقال «إنه يقاتل في منطقة جزعة.» وجزعة بلدة في محافظة الحسكة بشمال شرق سورية بالقرب من الحدود مع العراق وكانت مسرحا لمعارك ضارية بين الجماعتين.ورفضت والدة ماتسون التي تحدثت من خلال صديق في منزلها في ستورتيفانت بولاية ويسكونسن التعقيب. وقال الجيش الأمريكي أن جوردان ماتسون كان جنديا في الجيش الأمريكي في الفترة من مايو/ آيار 2006 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2007. ويقول مسؤولون أمريكيون إن نحو 100 امريكي ذهبوا الى سورية لينضموا إلى جماعات هناك تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد. ومن هذه الجماعات تنظيم الدولة الإسلامية وقوة لمقاتلي المعارضة تساندها الولاياتالمتحدة وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وفي اجتماع الأسبوع الماضي رأسه الرئيس الأمريكي باراك أوباما قال مجلس الأمن الدولي أنه يجب على كل الدول ان تعتبر قيام أحد من مواطنيها بالقتال في الخارج مع الجماعات المتشددة مخالفة جنائية خطيرة. وقالت جماعة وحدات حماية الشعب الشهر الماضي إنها فقدت 35 من مقاتليها في معركة دامت أسبوعين للسيطرة على جزعة وقالت إن القوات الكردية قتلت مئات من مقاتلي الدولة الإسلامية. وبعث خليل الذي قال إنه قابل ماتسون بعنوان صفحة على الإنترنت بها صور للمواطن الأمريكي يظهر فيها مرتديا قميصا عسكريا ومبتسما ويرتدي غطاء رأس من اللونين الأبيض والأسود. ورفض المتحدث تقديم المزيد من التفاصيل. ونشرت معلومات عن ماتسون على مواقع التواصل الاجتماعي تفيد بأنه يبلغ من العمر 28 عاما وأنه من ويسكونسن وأنه قال لأصدقاء له على فيسبوك قبل شهرين إنه سينضم «لجيش خاص» ليقاتل الدولة الإسلامية. وقال ميجيل كارون بالهاتف من مونتريال «إنه قال لنا إن جيشا خاصا استأجره وأبلغنا بالأمر قبل شهرين إلى ثلاثة أشهر.» وأضاف كارون قوله «إنه بعث لي برسالة شخصية على فيسبوك في السادس عشر من سبتمبر يقول فيها إني ذاهب إلى سورية. وقال لي إنه ترك صديقته وتوقف عن البحث عن وظيفة.» وقال كارون الذي يعمل لحساب شركة للفيديو وألعاب الإنترنت إنه قابل ماتسون في معرض تجاري وإن ماتسون قال إنه كان من قبل عضوا في الجيش. وأضاف كارون قوله إن ماتسون كتب على فيسبوك هذا الأسبوع يقول إنه في سورية وإنه اصيب بجراح في القتال لكن إصابته ليست خطيرة. وتم توزيع رسالته المنشورة على فيسبوك من خلال رسائل على تويتر لكن لم يكن الاطلاع عليها متاحا إلا لأصدقاء ماتسون على صفحته على فيسبوك.