تدفق مئات المقاتلين الأكراد القادمين من تركيا إلى سورية خلال الأيام الماضية لمقاتلة جهاديي تنظيم «الدولة الإسلامية» الذين يحاصرون عين العرب، ثالث مدينة كردية في سورية، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وقال مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن لفرانس برس: «عبر ما لا يقل عن 800 مقاتل قادمين من تركيا الحدود السورية خلال الأيام الماضية لمؤازرة إخوتهم في عين العرب (كوباني بالكردية) التي يحاصرها تنظيم الدولة الإسلامية». وأشارت وكالة «رويترز» من جهتها، إلى أن الأكراد في شمال سورية وجّهوا دعوة إقليمية لحمل السلاح في مواجهة هجوم جديد لتنظيم «الدولة الإسلامية». ويقول المسؤولون الأكراد في سورية إن المتشددين الإسلاميين شنوا هجوماً جديداً باتجاه مدينة عين العرب السورية قبل أسبوعين باستخدام أسلحة استولوا عليها من العراق ومنها صواريخ جديدة وعربات همفي أميركية الصنع. ويطلق الأكراد على المدينة التي تقطنها أغلبية كردية اسم كوباني وكانوا قد سيطروا عليها منذ عام 2012 في إطار توسيع نطاق نفوذهم في أعقاب انهيار سيطرة الحكومة المركزية وهو ما أتاح تعزيز الروابط مع الأكراد في أنحاء المنطقة. وقال ريدور خليل الناطق باسم الجماعة الكردية السورية المسلحة المعروفة باسم «وحدات حماية الشعب الكردي»، إن اشقاءهم في شمال كردستان بدأوا حملة لإرسال الشبان إلى كوباني للدفاع عنها. وأضاف أن الأمر يتعلق بصد تنظيم «الدولة الإسلامية». وقال مسؤول أمني تركي إن متشددين أكراداً يتوجهون إلى سورية من معسكرات يديرها حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وأضاف المسؤول الذي تحدث شرط عدم كشف هويته: «أرسل حزب العمال الكردستاني بعضاً من مقاتليه إلى كوباني بعد هجمات الدولة الإسلامية». وتحوّلت سورية بالفعل إلى ساحة صراع طائفي حيث تقاتل جماعات شيعية من لبنانوالعراق في صفوف القوات الحكومية في حين يقاتل مسلحون أجانب سنّة من أنحاء العالم إلى جانب «الدولة الإسلامية» وجماعات أخرى. ومن المعتقد على نطاق واسع أن أكراد تركيا يقاتلون سراً إلى جانب الأكراد في سوريا منذ فترة من الوقت. وأعلن الأكراد السوريون إقامة حكومة إقليمية شبه مستقلة في المناطق الكردية العرقية. وقال رامي عبدالرحمن مدير «المرصد» السوري، إن تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي أعلن الشهر الماضي تنصيب خليفة للمسلمين، استولى على ما لا يقل عن 10 قرى قرب كوباني في الأيام الخمسة عشر الأخيرة. وقال إنهم أحرزوا تقدماً، وإن الخسائر البشرية في صفوف الجانبين تقدر بالعشرات. وقال عبدالرحمن إن عين العرب هي الجزء الوحيد غير الخاضع لسيطرة «الدولة الإسلامية» من قطاع يمتد لمسافة 300 كيلومتر من الحدود مع تركيا. وأضاف أن من بين القتلى الأكراد مقاتلون من حزب العمال الكردستاني وهو جماعة تتمركز في جبال قنديل في شمال العراق والتي تشن منذ سنوات حملة مسلحة من أجل حقوق الأكراد في تركيا. ودخل وقف لإطلاق النار بين حزب العمال الكردستاني وتركيا حيز التنفيذ العام الماضي. وأصدر اتحاد جمعيات كردستان، وهو المظلة السياسية للمقاتلين الأكراد، بياناً يوم السبت طالب فيه «جميع الأكراد» بالتوجه إلى كوباني «للمشاركة في المقاومة وتبنيها». وأضاف أن الهجوم على كوباني «هو في الواقع هجوم على شعب كردستان كله». وقالت مصادر أمنية في جنوب شرقي تركيا ل «رويترز»، إن عشرات الأكراد الأتراك انضموا إلى القوات الكردية السورية في أعقاب البيان.