لا يمكن لعاقل أن يرى رياضة بلده تتعرض لانواع الاحباط والعودة إلى المربع الأول، مسجلة اخفاقاً جديداً وعثرة جديدة وكشف حساب ينذر بكوارث منتظرة مالم يخرج المخلصون لتدارك الأمر وايقاف مسلسل الاخطاء والتصدي للفوضى وتنظيف الساحة منها، ما يحدث أمر محزن، ومخجل في الوقت ذاته، لاغيرة ولا فكر، ولا عمل ولا نتائج، المحسوبيات وحدها والمجاملات اصبحتا تسيران العمل، أن جئنا على مستوى المنتخبات فالشق اكبر من الرقعة وأن ذهبنا للتحكيم فالكوارث لا تتحمل وأن فتحنا ملفات الاتحادات ولجانها فغبار الاخفاقات يتراكم داخل الملفات "الخضراء" التي لم تجد من يفتحها بعين فاحصة ورؤية صحيحة، أمام العراق في دورة الالعاب الآسيوية جدد المنتخب الأولمبي مواجع وحسرة الشارع الرياضي السعودي بخروجه المذل وخسارته الموجعة التي ما هي الا قطرة في بحر الاخفاقات المتواصلة منذ ثمانية المانيا الشهيرة والتي كانت جرس الانذار ومؤشر الخطر وبداية الانهيار ولكن (لا حياة لمن تنادي). ياترى ماهو السبب ومن المسؤول وكيف يمكن تفادي الخطر؟، اسئلة كثيرة ومحيرة ولا يمكن التعاطي معها والاجابة عنها بسهولة، ولكن لو سألت أي مشجع يجلس خلف الشاشة والمدرج مقهورا من نتائج منتخبات بلده في جميع المحافل التي خاضتها ليس في "دورة الأسياد" إنما في بطولات ودورات وتصفيات سابقة لأجاب بأن السبب هو غياب التخصص وتغييب الخبرات وتكاثر المحسوبيات على طريقة (شد لي وأقطع لك)، الانتخابات ظننا أنها ستدخلنا عصر التخصص والتطوير وانتقاء الكفاءات ولكننا اصبنا بخيبة أمل كبيرة مجرد مشاهدة بعض الاسماء التي لا تملك من الخبرة والتأهليل مايشفع لها ولكن بسبب المجاملات اصبحت قريبة من الاتحادات واللجان، وهذا لا نظن انه سيرضي اللجنة الاولمبية المسؤولة عن الاتحادات. دققوا في من يدير التحكيم، اقرأوا تاريخهم وتفحصوا سجلاتهم، وراجعوا مسيرتهم، مع الاسف لا تشفع لهم بأن يكون ضمن اللجان فكيف ببناء الاجيال وتشييد قاعدة قوية للتحكيم، من نظن به العدالة والنزاهة يجاهر في ميوله ويستغل وسائل الاتصال للاساءة لبعض الاندية والشخصيات والاشخاص وكأنه وضع نفسه خصما لها، وآخر يجاهر بارتداء شعار فريقه من دون حياء وخجل ومراعاة لما يقوله عنه الناس وكأنه يتحدى ولا نعلم ماذا كان يفعل عندما كان يقود المباريات ويكيف يسيطر على عواطفه؟، هذا غيض من فيض بكل أسف بينما رياضتنا يلج ابواب العمل فيها كل شخص بغض النظر عن تأهيله ومكانته وخبرته، فمن يقيم عمل الحكام في المباريات والموسم بصورة عامة ويرسم الخطط ويضع البرامج لم يسبق له إدارة أي مباراة دولية وهذا مخالف لنظام الاتحاد الدولي فمن يقيم ويراقب لابد أن يكون قد امضى فترة طويلة في إدارة المباريات الدولية، اما لدينا فالوضع مختلف والعلاقة هي سيدة الموقف والمتضرر الاكبر هي الرياضة السعودية التي عاشت تراجعاً مخيفاً بسبب ضعف قدرات وخبرات من يتم اختياره.