(العلم) بفتح العين واللام، يعني راية، ومن أسمائه: الدِّرَفْسُ وهو العلم الكبير، والبند، والسنجق، والمُطارِد، والعقاب، والرفرف، والخفّاق، ويرمز كل منها إلى شيء مختلف، وهي عبارة عن قطعة من القماش منقوش عليها رمز أو رموز للدلالة على قبيلة أو عشيرة أو دولة. وتختلف الرايات بألوانها وأشكالها من دولة لأخرى، فلكل دولة راية تميزها عن غيرها من الدول، ويعدُّ الاعتداء على علم الدولة اعتداء على الدولة نفسها، فله من المكانة ما يعني مكانة الدولة ذاتها، وفي زيارتي لكثير من الدول ألحظ أن البيرق (العلم) لديهم مغروس في العقول والنفوس والوجدان، فله من المعاني النفسية، والاجتماعية، والوطنية، ومن القداسة والحب والولاء ما يجعلك توليه العناية والتقدير، وتقف أمامه احتراماً وتقديرًا، ولذا تجده في مداخل المنازل وعلى المكاتب، وفي أعلى الشرفات، كما يقابلك في كل زاوية من زوايا البيت، والفندق، والمنزل ، وفي المطار، والأسواق، وحتى السيارات، فمن عنايتهم به جعلوه كالأسوار للمنازل يرفرف أمامها بعصيانه القصيرة فيحسسك بهيبةٍ، ويجبرك على تقدير البلد الذي ينتمي إليه، وعليه فقد اتخذوه رمزاً لوحدتهم، وجمعًا لكلمتهم، واحترامًا لبلدهم. ففي إحدى الدول أعلوا من شأن مصممة علمهم واتخذوا من منزلها مزاراً وألفوا عنها الكتب وأشادوا بها ورفعوا من قدرها. بيرقنا منذ الدولة السعودية الأولى أخضر مشغول من "الخز" و "الإبريسم"، وقد كتب عليه عبارة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، معقود على سارية، واستمر من عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود، وابنه الإمام عبدالعزيز بن محمد، وابنه الإمام سعود بن عبدالعزيز، وابنه الإمام عبدالله بن سعود، وعلم المملكة اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين (السعودية الأولى والثانية) منذ نشأتها، وهو عبارة عن قطعة من القماش الأخضر خط في منتصفها بخط واضح كلمة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وتحت الكلمة سيف، يرمز إلى القوة لإعلاء كلمة التوحيد خفاقة، ومراعاة لالتزام مواصفات معينة لأطواله، نصت التعليمات على أن يكون العلم الوطني مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، فالسيف رمزٌ لقوة الدولة وهيبتها، حمل لواءه المغفور له إن شاء الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ووحد البلاد من تحته، وحينما بويع الملك عبدالعزيز غفر الله له ملكاً للبلاد قالوا الكلمة الخالدة المشهودة (كلنا تحت بيرق عبدالعزيز)، هذه العبارة حُفرت في القلوب ونُقشت على الصخر وذلك لما تعنية من الوحدة، والاخاء ، والمحبة، والسلام، والتسامح، والالفة بين ابناء شعب واحد، وعلم واحد وهدف واحد، ورؤية واحدة، ورسالة واحدة. فالبيرق يظل رمز الوحدة والولاء والتضحية والفداء والذود عن الوطن، فبيرقنا له من المكانة والعزة ما يفوق غيره ويبز أمثاله، ذلك لما يحمله من كلمات عزيزة على النفوس سواء من أبناء المملكة العربية السعودية أو من أبناء الأمتين العربية والإسلامية، وهو الوحيد الذي لا يُنكّس أبدا مهما اشتدت الخطوب وعظمت الأمور لما يحمله من كلمات خالدة، فلمَ لا نسلم البيرق (العلم) لكل طالب وطالبة من أبنائنا في أول يومٍ من أيام دراستهم يستلمونه قبل كتبهم ودفاترهم وأقلامهم، لم لا نطبعه خلف كل كتاب من كتب مدارسنا، لم لا نطبعه أمام دفاترنا، لم لا نجعله يرفرف في باحات مدارسنا بل في صفوف دراستنا، لم لا نضعه في مكاتب مسؤولي دولتنا ومدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا، لم لا نجعله في أسواقنا وشوارعنا ومطاراتنا وموانئنا وكل زاوية من زوايا بلادنا، قد تدخل وللأسف بعض دوائرنا ووزاراتنا وأسواقنا ولا تجد فيها أثراً للبيرق، ولقد قيّض الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإصدار قراره الوطني التاريخي بأن يكون اليوم الوطني في الأول من الميزان يوم إجازة فأصبح ذلك اليوم يومًا مشهودًا يتحدث عنه الابناء من الطلاب والطالبات قبل حلوله بأيامٍ بل بأسابيع ورسخ في ذاكرتهم فاليوم الاول من الميزان يوم وحدتنا ولم شملنا بعد أن كان يمر اليوم الوطني وكأنه شيئاً لم يكن ويمر علينا مرور الكرام. ولأن بيرقنا رمز وحدتنا وعزتنا، وجامع شملنا فهو يحتاج إلى إصدار مرسومٍ ملكي يقضي بأن يكون مطبوعًا على أعلى كتبنا المدرسية سواء في التعليم العام أم الجامعي والمعاهد والكليات الأخرى؛ ليصبح أمام أعيننا ويخفق مع خفقات قلوبنا ، هذه الايام تزدان شوارعنا ودوائرنا ببيارقنا الخضراء فلتكن ثقافة طيلة العام لنفاخر بها ولتخفق مع خفقات قلوبنا فمن خلالها نستنشق أمننا وطمأنينتنا، فكلنا تحت بيرق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية، فهنيئاً لنا ببيرق يحمل كلمة التوحيد وسيف بتّار يقف ضد الأعداء والمتربصين، وكل يومٍ وطني وبلادنا ترفل بأمن واستقرار وكل يومٍ وطني وبلادنا بعز وفخار، وكل يومٍ ندعو لموحد بلادنا وجامع شملنا المغفور له الملك عبدالعزيز بالرحمة والمغفرة والجزاء الأوفى على ما قدم لبلاده من خيرٍ تنعم به الأجيال المتعاقبة، فلنرفع بيرقنا ونعلي رايتنا ونحمي ديارنا، لتنعم أجيالنا برغد عيش ووفرة أمن. وقفة علم بلادي علم أخضر فيه شهادة حق تذكر فيه الحق وفيه العزّة فيه السيف ورمز القوة علم بلادي علم أخضر