قال الدكتور سعد بن عثمان القصبي محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة أن ما يتمتع به الاقتصاد السعودي حالياً يعكس رؤية القيادة لمواكبة التغييرات الاقتصادية العالمية السريعة ومواكبة مستجداتها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن إنشاء العديد من الكيانات الاقتصادية في المملكة يترجم حرصا حكوميا واضحا لجعل المملكة سباقه لتنويع دعائم اقتصادها وتأكيد دوره البارز على الساحة العالمية. ورفع القصبي أسمى آيات التهنئة لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي ولي العهد، بمناسبة الذكرى الرابعة والثمانين لليوم الوطني للمملكة. وقال "اليوم الذي تم فيه تأسيس هذا الكيان الشامخ على يد المغفور له الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه)، وأرسى به قواعد البناء لدولة حديثة تجمع في توازن محكم بين روح الأصالة والمعاصرة"، مضيفا أن هذه المناسبة السعيدة هي ذكرى عزيزة لما قام به المؤسس وسار عليه أبناؤه من بعده بعزيمة لا تعرف اليأس لتحقيق الأمن والنماء في ربوع مملكتنا الحبيبة، حيث سادت مظاهر النهضة المباركة جميع أرجاء المملكة وشملت مختلف القطاعات التنموية وترسخ النهج القويم الذي يرتكز على الالتزام بالشريعة الإسلامية الغراء وإشاعة الأمن الاستقرار، موضحا "تؤكد هذه المناسبة أيضا الدور المنشود من جميع أبناء وبنات الوطن لتحمل المسؤولية والعمل بجد واجتهاد للمساهمة في هذا المشروع الحضاري.. بناء الوطن". وأشار إلى أن الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة هي أحد الهيئات الحكومية التي أدركت الدولة أهمية نشاطها منذ أكثر من ثلاث وأربعين عاما لتدعيم النمو الواعد للصناعة الوطنية وتعزيز جودة المنتجات والخدمات. وخلال هذا التاريخ حرصت الهيئة على مواكبة الممارسات العالمية في اعتماد وإصدار المواصفات السعودية وتعزيز البنية التحتية الوطنية للقياس لتحقيق متطلبات الارتقاء بجودة المنتجات والخدمات. وتابع القصبي "من أبرز الإنجازات التي حققتها الهيئة في الفترة الماضية تأهيل وتطوير قدراتها الفنية ومن أهمها كوادرها البشرية من أبناء الوطن للقيام بدورهم المأمول لحمل الراية في مجالات المواصفات والقياس والمعايرة. وأكد حرص الهيئة الدائم على توطيد أواصر التعاون مع المؤسسات والهيئات العالمية المتخصصة لتبادل الخبرات والارتقاء بالمستوى العلمي والمهني لمسئولي ومنسوبي الهيئة لتقديم كل ما لديهم من جهد للمساهمة في دفع مسيرة التطور والنماء لهذا الوطن المعطاء الذي طالما قدم لأبنائه كل دعم ورعاية، وقد ساهمت هذه القدرات بفضل الله في نشاطات اعتماد أكثر من 28 ألف مواصفة قياسية سعودية. وجارٍ العمل على استكمال منظومة المواصفات السعودية بما يعزز سلامة المستهلك كمتطلب مهم ورئيس، ويحقق متطلبات التنمية الشاملة وفق الاستراتيجيات الوطنية. وفي مجال المختبرات سعت الهيئة خلال السنوات الماضية لتطوير قدراتها لتوفير خدمات الفحص والاختبار المرجعي وذلك من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات مع الهيئات المتخصصة في الدول الصديقة لتطوير منظومة المختبرات وإنشاء وحدات نوعيّة جديدة في مجالات كفاءة الطاقة والعزل الحراري للمباني، لاستكمال متطلبات المرجعية الوطنية". وأضاف "في مجال القياس والمعايرة بدأت الهيئة المرحلة الأولى من المشروع الشامل لتطوير مختبرات مركزها الوطني للقياس والمعايرة لتدعيم البنية التحتية الوطنية للقياس والمعايرة، وقد نجح مختبر التردد والوقت في المركز في تحقيق انضمام إشارة الوقت السعودية لشبكة المواقيت العالمية، تمهيدا للاستفادة منها لتوحيد إشارات الوقت بين القطاعات الحيوية الخدمية والصناعية بالمملكة. وفي مجال الجودة بدأت الهيئة خطوات حثيثة لإعداد الاستراتيجية الوطنية للجودة بهدف بناء نماذج إطارية لممارسات الجودة في كافة القطاعات الخدمية والصناعية في المملكة تحقيقا لرؤية خادم الحرمين الشريفين المستقبلية للجودة للعام 2020 "المملكة العربية السعودية بمنتجاتها وخدماتها معيارٌ عالميٌ للجودة والإتقان". "إضافة إلى تدشين الهيئة لعدد من الحملات التوعية والإعلامية لتزويد المستهلك بالأدوات المساندة لدعم اختياره للمنتجات المطابقة للمواصفات وتوفر معايير الجودة". واختتم محافظ الهيئة: "أسأل الله عزّ وجل أن يديم علينا نعمة الاستقرار والأمن والأمان وأن يحفظ بلادنا من شر كل عدو أو حاسد".