تمر الأيام وتمضي السنون طيفا عابرا يحمل العديد من الذكريات والمواقف بحلوها ومرها على مستوى الأفراد والجماعات وحتى الكيانات تظل صدى ومواطن ذكرى وتأمل وعبرة وتبصر. ولعل أكثر من يدرك هذه الحقيقة ويتفاعل معها أولئك الذين عاشوها أو عايشوها أوجزءا منها أوملكوا مخزونا ثقافيا يؤهلهم لذلك. قبل أكثر من عقد من الزمن وضع عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه (حجرالأساس) لبناء دولة لم يكن حينها (وهذا أمر طبيعي) يدرك أنها ستكون واحدة من أكثرالدول تأثيرا على خارطة العالم في العديد من المجالات الحياتية لكنه في حينه كان مالكا لفكر وثقافة سبقت عصره قادته لتأسيس أعظم وحدة في القرن العشرين كما قال عنها مؤرخون عالميون منصفون وقاد على مدى 3 عقود حروبا ومعارك اختلفت في أهدافها وتوجهاتها عن حروب سبقته وأخرى جاءت من بعده قادها تحت لواء (لاإله إلا الله محمد رسول الله) حتى إذا وضعت الحرب أوزارها أعلن قبل 84 عاما قيام المملكة العربية السعودية ليبدأ تكوين الدولة العصرية الحديثة بمفاهيمها وفق أسس واضحة وبمفهوم شامل للتنمية تضع المواطن هدفها الأول مدركة أن بناءه وإعداده يسبق بناء الدولة لتظل هذه الراية التي حملها أبناؤه من بعده عالية خفاقة في الميادين والمحافل الدولية على امتداد الكرة الأرضية وحيدة لا يتم تنكيسها لأي سبب أو مناسبة احتراما لها ومضمونها وفقا لما ينص عليه نظامها. الرياضة هي حلقة في منظومة التنمية وربما كانت واسطة العقد أوالأخطر لأنها تتوجه إلى مختلف شرائح المجتمع على اختلاف ثقافاتهم ومستوياتهم وتتجه في معظمها إلى فئة عمرية محددة ذات ثقافة وسلوكيات معينة على أنها في المملكة سبقت إعلان الوحدة السياسية فناد كالاتحاد مثلا تأسس قبل إعلان اسم المملكة العربية السعودية ببضع سنوات وممارسة النشاط الرياضي على المستوى الرسمي تزامن مع هذا الإعلان أو قريبا منه. لقد شهدت الرياضة في النصف الثاني من هذه الوحدة كغيرها من قطاعات التنمية الأخرى تحولات جذرية فسار بناء الإنسان جنبا إلى جنب مع بناء المنشأة ووضع البنى التحتية والذين عايشوا وهم كثير من جيل اليوم هذه التحولات يدركون كيف كنا وكيف أصبحنا!؟ لم يكن النجاح فقط على صعيد النتائج أو كرة القدم فقط بقدر ما امتد إلى الرياضات الأخرى وإلى تأهيل الكوادر الوطنية ووصولها إلى الصفوف الأمامية في التنظيمات والهيئات القارية والدولية وتحولها إلى صوت مؤثر في كثير من هذه الكيانات. هذه التحولات امتدت أيضا إلى قيادة قطاع الشباب والرياضة مما يعني أننا مقبلون على تغيير كبير في مفهوم الفكر والثقافة الرياضية تتطلب منا جميعا والإعلاميين على وجه الخصوص الوقوف معها ودعمها لتعود الرياضة السعودية إلى واجهة الأحداث كما كانت كخطوة نحو الأفضل خاصة وأننا أمام مفهوم جديد للإعلام والتعاطي معه. لقد جاءت مواقع التواصل الإجتماعي والانفتاح الإعلامي لأهداف إيجابية واستثمرها الكثير لهذا الغرض حتى في مجال النقد والتقويم بحكم سرعة المعلومة والتواصل إلا أن البعض وللأسف رأى فيها مجالا لتمرير رؤى وقناعات معينة وفق اجتهادات خاطئة لكنها تتنافى مع ماقامت عليه الوحدة السياسية لهذا الوطن. إننا نثق تماما في ابن الوطن وفي توجهه وإن أخطأ لكن هذا المجال الرحب أتاح الفرصة لآخرين وفق معرفات وأسماء وهمية لتمرير سياسات معينة وجدت من يساندها أو يروج لها دون إدراك لخطورتها ربما لقصور ثقافي لديه أوعدم نضج عقلي بحكم الفئة العمرية التي ينتمي إليها خاصة الوسط الرياضي مستغلين ثقافة هذا المجتمع والآلية التي يتعامل بها ومدى تأثيره وهذا مايفرض علينا التعامل بحذر مع هذه الطروحات التي من شأنها تقويض وحدة هذا الوطن والتأثير عليها بل والعمل في اتجاه مضاد من أجل تعزيز هذه الوحدة وتثبيتها. والله من وراء القصد