إن الانتماء للوطن مفخرة لكل شخص ولكل شعب وهو شعور وقيم يحمله الانسان ويتفاخر به ويسعى لتنظيم حياته ويصل به لتطوير آفاق مجتمعه وهو حافز للوصول للتطلعات والآمال وذكرى اليوم الوطني هي من المناسبات المهمة في ذاكرة الشعوب وهذه الأيام تعيش بلادنا أجواء هذه الذكرى العطرة (ذكرى اليوم الوطني الرابع والثمانين) وهي مناسبة خالدة ووقفة عظيمة تدرك فيها الأجيال قصة بطولات وحب قياده ووفاء شعب ونستلهم ونستعيد منها القصص البطولية التي سطرها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - الذي استطاع بفضل الله وبما يتمتع به من حكمة وشجاعة أن يغير مجرى التاريخ وقاد بلاده وشعبه إلى الوحدة والتطور والازدهار متمسكا بعقيدته ثابتاً على دينه وقيمه وسار على نهجه ذلك أبناؤه ملوك هذا البلد الطاهر سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته ومن بعدهم جاء خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي قام على ترسيخ ما أسهم اسلافه الملوك في غرسه، وأرسى دعائم نهضة حقيقية عبر مشاريع التنمية والتحديث، مما منحنا الدخول في قلب العصر، والتواجد الفاعل في الأحداث العالمية، ولنا وللتاريخ وقفة مختارة مقصودة مع انجازات مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود رعاه الله في مجال التربية والتعليم، وقفة تؤكد بحق أنه يوسم العهد بعصر المعرفة الي أضحت تنتشر بخطى وئيدة، وتخطيط مدروس، وسرعة وتسابق مطالب الرقي والنماء، فكراً وتنفيذاً، تجسد روعة الادارك لفلسفة التنمية الوطنية المستدامة وتترجم المعنى السامي في بناء الانسان السعودي الى واقع ينمو بكل قدراته وطاقاته: علماً وثقافة، حضارة وعملاً، فكراً وسلوكاً، ارتباطاً بعمق الهوية وجذورها الوطنية، وتفاعلاً بعقل رحب مع تغيرات العصر وتحديات المستقبل ومن الأدوار المفصلية والمهمة التى يجب علينا مراعاتها في مؤسسات التربية والتعليم والقيام بها هو تعزيز وتذكر هذه المناسبات المهمة وتوجيهها في رسالاتنا واستراتيجتنا وبرامجنا التربوية واللا منهجية، بحيث يكون لها دور بارز في تعميم التربية والمعرفة وقيم الانتماء والمواطنة بين المواطنين على مختلف أطيافهم، ومن ثم تشكيل السلوك الإيجابي نحو الوطن، مما يسهل لمؤسسات التربية والتعليم متابعة رسالاتها السامية في تربية وبناء النشء الصالح للمشاركة في تشييد هذا البلد الطاهر، والاهتمام بتدعيم انتماء الطلاب والطالبات لمجتمعهم، وارتباطهم بأهدافه وقضاياه الأساسية، من خلال التحريك الفاعل لطاقاتهم، ومن أهمها الطاقات المعنوية التي تتمثل في القيم الدينية والثقافية والوطنية والمعرفية التي تنعكس على سلوكهم أفراداً وجماعات، وفي حوافزهم ودوافعهم الإنسانية، وفي تعاملهم مع بعضهم البعض، وفي المواقف الاجتماعية والظروف المحيطة بهم داخلياً وخارجياً. ومن الأهمية أن يعلم الطلاب والطالبات كيف يتحقق أمن المجتمع وتطوره بصفة عامة وأمنهم بصفة خاصة من خلال تهيئة نفسية واجتماعية للتكيف مع القيم والآمال وتطلعات مجتمع مستقر، ينشد السلوكيات المثالية الجماعية التي تحقق الأمن والأمان. وفي الختام أرفع أكف الضراعة للمولى عز وجل أن يحفظ لنا حكومتنا الرشيدة في ظل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمين وسمو ولي ولي العهد النائب الثاني حفظهم الله لنا ذخراً وأعزهم بالإسلام وأعز الإسلام بهم، ودمت عزيزا يا وطن الخير. * مدير عام التربية والتعليم بمنطقة حائل