وقع المتمردون الحوثيون الاحد مع باقي الاحزاب السياسية اليمنية اتفاقا برعاية الاممالمتحدة للسلام وبحضور رئيس الجمهورية، وذلك بعد ساعات من سيطرتهم على معظم المقار العسكرية والسياسية في صنعاء، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية. وذكرت الوكالة انه "جرى مساء (الاحد) في دار الرئاسة وبحضور الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية ومساعد أمين عام الأممالمتحدة ومستشاره الخاص لشؤون اليمن جمال بن عمر وممثلي الأطراف السياسية بمن فيهم انصار الله (الحوثيون) التوقيع على اتفاق السلم والشراكة الوطنية بناء على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني". وفي وقت سابق جرى تسارع كبير للأحداث وتداعياتها بوتيرة عالية على الساحة اليمنية، أعلن رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة استقالته من الحكومة الحالية متهماً الرئيس هادي بالتفرد بالسلطة والاخلال بالشراكة التي كانت مبنية على أساس المبادرة الخليجية. وقال باسندوة في نص الرسالة التي نشرتها بعض المواقع الإخبارية المحلية أن هذه الاستقالة جاءت للتمهيد لتشكيل حكومة جديدة بناءً على اتفاق السلطة مع جماعة الحوثيين، موضحاً انه تحمل رئاسة الحكومة في ظروف عصيبة ومعقدة. وتأتي استقالة باسندوة بعد اعلان ناطق جماعة الحوثيين سيطرة الجماعة على مبنى رئاسة الوزراء والقيادة العليا للقوات المسلحة وهو مبنى اداري عتيق وسط العاصمة بالإضافة الى معسكر الإذاعة اليمنية وعدد من المؤسسات الرسمية في منطقة التحرير وسط العاصمة. كما سيطر الحوثيون على مبنى البنك المركزي، والبرلمان اليمني والهيئة العامة للطيران ووزارة الدفاع وغيرها من المؤسسات التي جرى تسليمها لمسلحي الحوثي دون أي مقاومة. ووجه وزير الداخلية الأجهزة الأمنية بعدم الاحتكاك مع مسلحي أنصار الله –الحوثيين-والتعاون معهم في الحفاظ على الامن. ودعا الناطق الرسمي للحوثيين الجميع الى التعاون مع أنصار الله في حماية هذه المنشآت وعدم العبث بها كونها ملكاً للشعب. وقال عبدالسلام في منشور على صفحته في الفايسبوك: "نؤكد للجميع أن مؤسسات الدولة والمباني الحكومية والمقرات العسكرية والمدنية والسياسية هي ملك للشعب اليمني ونهيب بالجميع بعدم المساس بها أو التعرض لها ونحن على تواصل مستمر مع الجهات المعنية للقيام بواجبها في حماية هذه المنشآت." يذكر أن سيطرة مسلحي الحوثي على هذه الأماكن والمنشآت لم تلق أي مقاومة من قبل الوحدات العسكرية والأمنية المسؤولة عن حمايتها. وأفاد شهود عيان أن هذه المناطق لم تشهد أي اشتباكات بين المسلحين الذين قدموا للسيطرة عليها وقوات الامن المتواجدة هناك. وقالت مصادر محلية ل "الرياض" ان مئات من المسلحين الحوثيين ينتشرون حول هذه المواقع والمنشآت التي احكموا قبضتهم عليها مؤخراً دون مواجهات. هذه التطورات تأتي بعد معارك ومواجهات توصف بانها الأعنف شهدتها العاصمة صنعاء بين مسلحي جماعة الحوثي وقوات الجيش الموالية للواء علي محسن الأحمر القائد السابق للفرقة الأولى مدرع. يأتي هذا في وقت يعقد فيه الرئيس عبدربه منصورهادي لقاءً بالمبعوث الأممي وعدد من قيادات الأحزاب السياسية بانتظار وصول وفد الحوثي منذ التاسعة صباحاً لتوقيع اتفاق انهاء الازمة الذي أعلن عنه المبعوث الاممي جمال بنعمر في وقت سابق. ويرى مراقبون أن الاتفاق الذي ستوقعه السلطة مع الحوثيين والذي جاء على أساس مخرجات الحوار الوطني ينسف المبادرة الخليجية ويلغيها ويهيئ لصيغة جديدة من الشراكة في السلطة والقرار السياسي.