"أن تقرأ يعني أن تعرف الاسم الذي هو لك، أن تدع القلق وتصحب النمر، أن تعيش ملحمة للنسيان، تبحثُ عنها دائماً، وأن تعرف أن كل الطرق لاتؤدي إليها، وأن الاتزان يستحق المديح، وأن هناك فراشة للحياة، تتأملها في شبابك قبل هرمك، أن تعثر على صديق المئة عام، تعثر على ملامح عالمك الذي تقرأ". بهذه الرؤية الملهمة، تُبشر شركة ارامكو السعودية، بصناعة وعي جديد في فكر ومزاج المجتمع السعودي، وهذه المرة عن طريق الكتاب، بكل ما يكتنفه من سحر وغموض ودهشة ومتعة وخيال وعلم ومعرفة. الكتاب، كحاضنة أمينة لقراءة كل الخبرات والتجارب والتحولات، خلال المسيرة الطويلة للحضارة الإنسانية التي أسهم بكل فاعلية في تشكلها، يحضر بقوة وتأثير وإلهام في أكبر وأهم المبادرات الذكية التي تؤسس لمرحلة جديدة من عمر هذا الوطن الذي آن له أن "يقطع" تذكرة الدخول لعالم المعرفة. هذا العالم القوي الذي تزدهر فيه ثقافة الإبداع والقراءة والشغف بالمعارف والعلوم والآداب والفنون. فعلى مدى ثلاثة أيام مذهلة، حققت ارامكو كعادتها، ما عجزت عنه الكثير من الوزارات والهيئات والمؤسسات الوطنية، حيث وجهت بوصلتها باتجاه سفر الخلود وايقونة المعرفة وترنيمة الدهشة. انه الكتاب، وعبر مسابقة "اقرأ" في نسختها الثانية، والتي زار موقعها الالكتروني مليون زائر، وشارك فيها 7000 متسابق من فتيان وفتيات الوطن، رشح منهم 180 مشتركاً قدموا تجاربهم وعلاقتهم بالكتاب، ليتم اختيار 40 قارئاً للتنافس في ملتقى اقرأ الإثرائي، ليصل 18 متنافساً فقط للظفر بلقب "قارئ العام". لقد استطاعت مسابقة اقرأ، أن تُعيد للكتاب وهجه وبريقه ولمعانه، وأن تضع ممارسة القراءة على طاولة الحضور بعد طول غياب. كثيرة هي المفارقات والتناقضات التي أفرزتها هذه المسابقة الملهمة، والتي تحتاج لأن تُستنسخ. مسابقة اقرأ، ليست مجرد حملة طموحة لتشجيع القراءة، ولكنها ظاهرة ملهمة، ثُبتت بوصلتها الدقيقة باتجاه العروج لفضاءات وسماوات الإبداع والإنجاز. وهذه بعض التفاصيل المثيرة التي تستحق الصدمة، لمن يعرف كيف يمتصها ويستفيد منها طبعاً. 75 ٪ من نسبة المشاركات كانت للفتيات، بينما لم تتعد 25٪ للشباب. نسبة المشاركين من المنطقة الشرقية 43٪، والمنطقة الغربية 42٪، بينما كان حضور المنطقة الوسطى خجولاً ولم يتجاوز 13٪، رغم كثافتها السكانية. طلاب وطالبات المرحلة الثانوية في صدارة الحضور بنسبة 41٪، بينما الجامعيون 33٪، والمرحلة المتوسطة 26٪. إهداء الكتب، هو الأسلوب الأكثر تأثيراً في غرس حب القراءة، مقارنة بزيارة المكتبات أو غيرها من الأساليب المختلفة. رغم أن الطلبة يقضون ثلث يومهم في المدرسة، إلا أنها لا تُخفزهم على القراءة والاطلاع، ولم يذكر سوى 6٪ من المشاركين تأثيرها عليهم في حب القراءة. الغياب الواضح لدور شبكات التواصل الاجتماعي في ترويج القراءة لشبابنا، رغم تواجدهم الكبير فيها، إذ لم يذكر سوى 5٪ من المشاركين أن لهذه الشبكات دوراً في تحريضهم علي القراءة. هذا ما يقرأه شبابنا، الروايات بنسبة 37٪، تطوير الذات 28٪، السير الذاتية 10٪، الثقافة الإسلامية 8٪، المقالات والخواطر 5٪، فلسفة 4٪، الفكر والثقافة 3٪، الأدب والشعر 2٪. لقد ذهب لقب قارئ العام إلى فتاتين، مقابل شاب واحد. أريج القرني للمرحلة المتوسطة، وامجاد المكي للمرحلة الثانوية، ومرتضى البحراني للمرحلة الجامعية. أريج وامجاد ومرتضى، وآلاف المشاركين بشغف في هذه المسابقة الملهمة، بحاجة ماسة للاهتمام والتبني من مختلف المستويات، لأنهم اوركسترا الفرح في سيمفونية الأمة. "البشر مستعدون لتصديق أي شيء، إذا غُلف في إطار قصة جيدة".. من حوار ملهم بين النجم الامريكي إيريك روبرتس والممثل السعودي تركي الجلال، في الفيلم السعودي "قلم المرايا" المستلهم من "كتاب الرمال"، والذي عُرض في حفل تنصيب "قارئ العام"، والذي تدور قصته في عالم ما بعد انقراض الكتب الورقية، وتتركز الأحداث حول "قلم"، من يملكه يكتب سطراً يعيش للأبد في ذاكرة البشرية. HYPERLINK "http://www.youtube.com/watch?v=2h69dkSvrsw"http://www.youtube.com/watch?v=2h69dkSvrsw