فتح أحد النقّاد خط النار على الهلال بقضيةٍ انتهت موضتها، ولكن عودة الهلال المؤلمة أعادت أفكاراً غبيه أسّست جيلاً بأن كل صافرةٍ يصب مجراها في الحوض الأزرق، كرّس هذا الإعلام المُضلِّل فكرة المؤامرة في عقول جماهيره بلقطات لم تكتمل قوتها المُثبته إلا في واحدة على مدار 57 عاماً من تأسيس الهلال, أسموها "يد النزهان" أو "ابو زندة" كما يحبون, وهي لقطة اُشتُبِهَت في تكدس اللاعبين على الكرة، بل وهدف لا يحسم كأسا إنما يؤخر الحسم فقط ! ناهيك عن بقية اللقطات المُختلف عليها جدليّاً حتى بين أعداء الأزرق والذين حصروا عشراتها على مدار عقود بينما رصد المشاهد الرياضي في "ذاكرته" عشرات اللقطات التي حسمت دوري (عبداللطيف جميل) الموسم الماضي فقط ! اتهم بعض الاعلاميين الهلاليين بأنهم استفادوا من الحَكم المحلي ويتضررون من الحكم الأجنبي وأثبت تفصيليّاً بأن الهلال الأكثر استفادة من الحكم الأجنبي (وهو الطرف المطلوب لحياده وحياد الجهة القادم منها ),ثم قالوا أن الهلال أكثر من يستفيد من ركلات الجزاء بمعدل ركلة جزاء كل ثلاث مباريات بينما يتم احتساب ركلة جزاء للنصر كل اربع مباريات! مُسندين على هذه المقارنة المتقاربه جداً اتهاماً خطيراً بأن الهلال هو المستفيد الأول من التحكيم متناسين أمر مصداقية هذه القرارات وكأن ركلات الجزاء يجب أن تُقسّم بالتساوي بين الفِرق!! أليس هناك الفريق "الخشن" والفريق "المنضبط" ؟ من الصعب العودة لكل تلك الجزائيات وتحليلها ولكن استناداً على الفرضيّات الموضحة قبل قليل سنخرج بفرضيّة منطقيه تأتي بنوعية أو كيفية احتساب ركلات الجزاء فمثل هذه الأمور لا تعتمد على الأرقام فقط، وسنستند إلى فرضية تدلنا إلى أرقام لتثبيت المفهوم. من الطبيعي بأن يحصل الفريق الهجومي على ركلات جزاء أكثر، ومن الطبيعي أن يحتسب ضد الفريق الدفاعي ركلات جزاء أكثر باعتباره يلعب في ملعبه ويتلقى ضغطا أكبر على مرماه، واستدلالاً على ما أقول فإنه من الطبيعي دائما في الدوري السعودي وفي كل دوريات العالم بأن الفريق المنافس يتلقى ركلات جزاء أقل من الجزائيات المحتسبة لصالحه وهذا منطق سليم في فيزيائية كرة القدم. واستناداً لإحصائية قمت بجمعها فإن الهلال خلال الستة مواسم الماضية منذ 2008 تمكّن من تسجيل 329 هدفاً بينما استفاد من 38 ركلة جزاء أي بمعدل هدف من ركلة جزاء كل 8.7 أهداف، بينما سجل النصر خلال ذات الفترة 247 هدفاً، وإحتسبت له 36 ركلة جزاء أي بمعدل (هدف من ركلة جزاء كل 6.5 أهداف )، هذا مايعني بأن النصر يتحصل على ركلات جزاء فوق معدل قوته الهجومية مقارنةً بمعدل الهلال! وفي خلال ذات الفترة من موسم 2008-2009 إلى موسم 2013-2014 وهي المواسم الوحيدة التي تزامنت مع الإحصاء الدقيق للدوري السعودي، فقد إستقبل مرمى الهلال خلالها 117 هدف، بينما أُحتُسِبت ضده 18 ركلة جزاء أي بمعدل ركلة جزاء تسجل عليه كل 6.5 أهداف في مرماه، بينما إستقبل مرمى النصر 151 هدفاً خلال الستة مواسم فيما أُحتُسِبت ضده 26 ركلة جزاء أي بمعدل ركلة جزاء تسجل عليه كل 5.8 أهداف في مرماه، أي بأن الهلال تُحتسب عليه ركلات جزاء أقل من قوته الدفاعيه مقارنة بمعدل النصر. نقطة الاختلاف مع إحصائيتهم بأن معدل ركلات الجزاء تشوبه "الكيفيّة" فمن غير المعقول احتساب المعدل بعدد المباريات فالكل يلعب 26 مباراة، ولكن الاختلاف يقع حول من يكون الأقرب للحصول على "البينلتي" ومن يبتعد بالكرة عن التسبب بركلة جزاء فهل من المعقول أن أشكّك بفريق لم يتضرر من ركلة جزاء لمجرد ذلك! ولكنه في الحقيقة لم تأت الكرة إلى ملعبه ولم يحصل عليها خصمه داخل منطقة الجزاء !! يقول عراب المقال "زبردج" مُقسماً مُجزماً : "بدأت فكرة المقال وجُمعت الأفكار وتأسّست فرضيّاته وبدأت الكتابه ولم أعلم – والشاهد عالم الغيب – بأن الأرقام ستصُب في مصلحة "الهلال" ولكن ثقتي كمتابع رياضي ببراءة الهلال ممايُتّهم به وبكون الهلال هو "الرقم الصعب" كما يُثبت لي دائماً .