منذ ما يقارب 300 سنة والدعوة السلفية تتعرض لحملات مغرضة تستهدف تشويهها والنيل من رموزها، وما قام به خصوم الدعوة آنذاك هو امتداد لما يقوم به الناقمون على هذه الدعوة اليوم. ومن هذه الحملات المغرضة اتهام الشيخ عبدالرحمن بن عبداللطيف آل الشيخ -رحمه الله- بتحريف كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) أثناء تحقيقه لهذا الكتاب والادعاء بتحريفه ل (أربعة عشر) موضعًا في هذا الكتاب الذي حققه الشيخ أثناء ذكر بعض الأحداث التاريخية لبداية تأسيس الدولة السعودية في عهدها الأول، واتهام الشيخ بحذف بعض العبارات المثبتة في النسخة الأصلية -على حد قولهم-، ككلمة (المسلمين) – على سبيل المثال- في أكثر من موضع. وقد تتبعت ما ذكروه وطابقت الكتاب المطبوع بتحقيق الشيخ على النسخة المخطوطة الموجودة في المتحف البريطاني بلندن (وهي النسخة المحققة من قبل الشيخ نفسه)، كما طابقتها على نسخة مخطوطة أخرى صورتها مكتبة الملك عبدالعزيز، ووجدت النسختين مطابقتين تمامًا لما هو مذكور في الكتاب المحقق المطبوع! فأين التحريف؟. إن هذا الافتراء ما هو إلا علامة إفلاس من الحجج والبراهين ولذا صاروا إلى الكذب والافتراء، ومن الافتراء أيضًا ما ذكر من أن دارة الملك عبدالعزيز تقوم (بعمل أمني تجاه أي مخطوطة) ويكفي سقوط هذه الكلام من لفظه؛ فالدارة ليست جهة أمنية حتى تقوم بذلك؛ إنما هي جهة تهتم بتاريخ الجزيرة العربية من تحقيق الكتب والمخطوطات وإعداد البحوث والدراسات في هذا الشأن وخدمة الباحثين والباحثات في مجال تاريخ وجغرافية الجزيرة العربية وآثارها. والشيخ عبدالرحمن -رحمه الله- ومن هو في فضله وعلمه وسعة اطلاعه هو من سلالة أئمة هذه الدعوة المباركة فجده لأبيه هو الشيخ عبدالله بن الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن حسن بن الإمام محمد بن عبدالوهاب -رحمهم الله جميعًا- كلهم علماء أفاضل أجلاء منهم من تولى القضاء والإفتاء والتدريس ونشر العلم، ولذا لا غرابة أن يكون تربى في بيت علم وفضل وتقى، وقد ولد -رحمه الله- في مدينة الرياض عام 1332ه، وحفظ القرآن وكان مشهود له بمعرفته بالتاريخ لا سيما تاريخ نجد وأنسابها. قال عنه الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن البسام في (علماء نجد) خلال ثمانية قرون "وبالجملة فهو موسوعة في العلوم الشرعية والعربية والتاريخية فقلَّ أن يجتمع مثل هذا في غيره، وذلك لمثابرته الدائمة على القراءة والاطلاع، ولقوة الحافظة وسرعة الفهم والاستيعاب" أه. وقد لقب ب (البحر) لغزارة علمه واطلاعه وتعدد فنونه -رحمه الله-، وألف العديد من الكتب من أهمها: مشاهير علماء نجد وعلماء الدعوة ونسب آل سعود، كما حقق العديد من الكتب من أشهرها (عنوان المجد في تاريخ نجد) و (عقد الدرر) و (لمع الشهاب). يقول الشيخ البسام في علماء نجد "حقق كتاب عنوان المجد في تاريخ نجد لابن بشر بتكليف من وزارة المعارف، وعلّق على الكتاب تعليقات نفيسة نادرة هي من مخزون حافظته، وفيها من الفوائد التي لم يكتب غالبها التاريخ" أه . ومن شدة تحري الشيخ عبدالرحمن للصدق والأمانة العلمية ما ذكره في مقدمة تحقيقه لكتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) فقال" فكان منهجي في التحقيق لهذه النسخة على سبيل الإجمال قراءتها من أولها إلى آخرها، ثم بمقابلتها على النسخ المتداولة المطبوعة نسخة (نصيف) و(أبابطين) وعلى نسخة خطية مكتوبة سنة 1279ه يملكها أحد العلماء الموجودين، وقد وجدت هذه المصورة تتفق مع النسخة الخطية تمام الاتفاق وتفوق النسخ الأصلية المطبوعة المتداولة في الصحة، وتزيد عليها زيادات جمة لا تندرج تحت ضابط الرموز والإشارات، لهذا لم أستطع بيان ما فيها من الزيادات بالإشارة الرمزية أسفل الصفحات.. وبعد ذلك قمت بمقابلة الغزوات على ما ذكره الشيخ حسين بن غنام عنها في تاريخه وقمت بمقابلة ما نقله المؤلف في سوابقه عن العصامي على الجزء الرابع من تاريخ العصامي.. الخ " أه، وقال أيضاً " إني لم أتعرض لإصلاح ما جاء في كتاب عنوان المجد من الأخطاء النحوية واللغوية والإملائية مع كثرتها في الكتاب وذلك محافظة مني على النص الأصل" أه. فهل بعد هذا ينقمون على الشيخ عبدالرحمن رحمه الله؟.