يشدد تزايد خطر المتطرفين في سورية على ضرورة ان يتوصل النظام والمعارضة الى تسوية من اجل وضع حد لثلاث سنوات ونصف السنة من النزاع، حسبما اعلن رئيس لجنة التحقيق الدولية حول سورية لدى الاممالمتحدة امس في جنيف. وقال باولو سيرجيو بينيرو ان "النزاع السوري لن تتم تسويته في ساحة المعركة". وصرح بينيرو امام مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة "نحن في لحظة حرجة من النزاع. وبينما تدعو المعاناة الهائلة منذ مدة طويلة لعمل دبلوماسي فان نشوء تنظيم الدولة الاسلامية يعزز ضرورة ان تجد الحكومة ارضية مشتركة مع ابرز حركات المعارضة والالتزام بالقيام بتسويات من اجل تسوية سياسية للنزاع". وبعد ان قال بينيرو انه "لا توجد كلمات" لوصف فظائع النزاع، ندد مجددا بعدم تحرك الاسرة الدولية "مما اتاح لاطراف النزاع الافلات من العقاب وزاد من العنف الذي امتد في كل انحاء سورية. والمستفيد الاخير منه هو تنظيم الدولة الاسلامية". واضاف بينيرو ان التنظيم الذي صنفه مجلس الامن الدولي في اب/اغسطس مجموعة ارهابية قام باعدام مدنيين ومقاتلين اسرى وجنود نظاميين علنا في الشهرين الماضيين، كما اعدم مئات الجنود الذين اسروا في الرقة ومئات الافراد من عشيرة الشعيطات في دير الزور. وتابع ان "المجموعات المعارضة المسلحة ليست وحدها المسؤولة عن الدمار والقتل في سورية. فالنظام لا يزال المسؤول عن غالبية الضحايا المدنيين فهو يتعرض كل يوم للمدنيين ويقتلهم من خلال القصف وعلى الحواجز وفي مراكز الاستجواب". وقال بينيرو إن تصاعد الأعمال الوحشية التي يرتكبها المتطرفون في سورية دفعت بالدولة إلى حالة من "الجنون". مضيفا: "لا أجد كلمات أصف بها خطورة الجرائم التي ارتكبت في سورية". واكد أن تنظيم "الدولة الإسلامية" ذبح مدنيين وجنودا خلال الشهرين الماضيين. وخلصت لجنة التحقيق إلى أن النساء في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتطرف منعن من الحياة العامة ويواجهن القتل أو العقاب حال عدم الالتزام بقواعد متطرفة. وقال بينيرو إن التنظيم "يعرض الأطفال عمدا للعنف" عبر تشجيعهم على حضور عمليات الإعدام ، وتلقينهم واستغلالهم كجنود أطفال. كما تطرق إلى اختفاء النساء والرجال في مراكز الاعتقال التابعة للحكومة ثم ظهورهم كجثث أو كضحايا للتعذيب والاغتصاب. وقال بينيرو:"لقد دفعنا بالنزاع إلى الجنون الذي آل إليه الآن". ورفض الخبير إعلان أي تحديث لأعداد ضحايا القتال. وقال "لم أعد أعتقد بأن إحصاء الآلاف من القتلى والمشردين سوف يشجعكم على اتخاذ إجراء". كان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قد شكل لجنة التحقيق لجمع الأدلة ضد منتهكي حقوق الإنسان في سورية من أجل المحاكمات المستقبلية . ولم يرفع مجلس الأمن الدولي حتى الآن أي دعوى لدى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي.