(عدنا) وكأن فترة الإجازة فاصل إعلاني جميل وممتع قضينا لحظاتها في سعادة فرح وحبور، أيام مفتوحة من البهجة والسرور، وها نحن نعود. و(العود أحمد) وأول أيام الدوام: يوم له نكهته الخاصة، وحضوره الجميل فهو البوابة الجميلة لعام دراسي سعيد (بإذن الله)، بعد فترة انقطاع دامت لأكثر من شهرين. (عدنا) في اليوم الأول، ونحن نفتقد (بالتقاعد المبكر) زميلات كنت متأكدة من حضورهن، وقفت على سجل الحضور والانصراف لأنظر لأسماء من حضر ومن لم يحضر ولكن الدموع سبقت لتختلط الأرقام بالحروف بالأسماء، بوقت الحضور بالتوقيع. وكأنها تنبئ بعدم وجود من نبحث عنهن. عندما لم أجد اسم زميلة العمر أحسست بشعور غريب مؤلم جداً. يا لشدة الموقف ويا لتسارع الدموع والعبرات، فأصبحت لا أرى بل أسمع عبارات التهدئة والمواساة كنت متأكدة من حضورها في ذلك اليوم وكأني أريد أن أستعرض معها شريط الذكريات الذي دام قرابة عشر سنوات.. درَّسنا الصف الأول طيلة هذه السنوات، وفصلها الملاصق لفصلي. لم نغير الفصل ولا المادة... يا الله!!! كم حاولنا تغيير الصف والمادة وكانت كل المحاولات تبوء بالفشل. كم وكم تناقشنا وتحاورنا؟ وقد يسمع السامع نقاشنا فيظن أننا لا نجتمع على رأي واحد.. ولا يعلم أننا ما اختلفنا إلا واتفقنا. نحضر لصغيراتنا نفس الهدايا في الأسبوع التمهيدي ولا نختلف على من تقوم بإحضارها، ولا نختلف من تعدد البرامج الترفيهية أو المشاركات، ولا نختلف على من يسجل الأسماء أو يوزع التلميذات أو يعلق البطاقات. مرت العشر سنوات كأنها لحظات بصحبة المربية الفاضلة (علياء أحمد عامر الشهري) مربية ومعلمة رائعة، مبدعة، متفوقة، ومتميزة بكل ما تعنيه الكلمات، قضت نحو (عشرين عاماً) من العطاء والبذل بلا حدود، ساهمت في بناء جيل من المتفوقات (تربية، تثقيف، تعليم) كانت تعمل بكل اتقان وإخلاص، نادراً جداً ما تتغيب عن الحضور تشهد انجازاتها على بذلها ومجهوداتها، فإن كنا نتمنى لها بعد التقاعد السعادة الدائمة والحياة الهانئة إلا أننا سنفتقدها وسيفتقدها الأهالي والكثير من التلميذات.