تخضع وزارة الصحة في هذه الفترة إلى مرحلة تحول تهدف من خلالها إلى تحسين الأداء والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وهذه تعتبر خطوة رائدة في مجال التطوير ولأهمية هذه المرحلة فأنني، أقترح لمعالي وزير الصحة بأن يشمل التحول مجال سلامة المرضى وهو مجال جديد ويعتبر واحد من أهم أبعاد تطبيقات الجودة الشاملة في المنشآت الصحية، وتعرف الوكالة الأمريكية للجودة الصحية والبحوث سلامة المرضى بأنها حماية المرضى من الأضرار المرتبطة بتقديم الرعاية الصحية مثل الأخطاء أثناء العمليات الجراحية، الأخطاء أثناء إعطاء الأدوية ونقل الدم بالإضافة إلى الحوادث الناتجة من التقصير في الرعاية الصحية مثل سقوط المرضى وتقرحات السرير وعدوى المستشفيات، واليوم لسلامة المرضى أهمية كبيرة في معظم دول العالم وذلك بسبب استمرار حدوث الأخطاء الطبية في المنشآت الصحية، حيث أشارت الإحصائيات في عدد من دول العالم إلى وقوع عدد من الأخطاء الطبية. أيضا تعتبر سلامة المرضى مؤشرا مهما على التزام المنشآت الصحية بمعايير جودة الرعاية الصحية، ولسلامة المرضى إيجابيات من ضمنها تجنيب المرضى الشعور بالألم الناتج من اضرار الرعاية الصحية وتوفير الموارد المالية والطاقات البشرية، حيث إن اضرار الرعاية الصحية تزيد من مدة بقاء المريض في المستشفى؛ فمثلا عندما يكتسب المريض عدوى من المستشفى فإن مدة إقامته تزيد بما لا تقل عن ثلاثة أيام لتلقي العلاج اللازم من تلك العدوى وهذا بدوره يحتاج إلى تكاليف مالية أكثر بسبب الحاجة للأدوية والأجهزة الطبية بالإضافة إلى زيادة ساعات العمل للعاملين في المستشفى. إن مانشاهدة من حراك لسلامة المرضى في دول العالم الغربي لهو خير شاهد على اهتمام تلك الدول بهذا المجال وأتمنى ان تشارك وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية في هذا الحراك وإقتباس انشطة هذا الحراك وتنفيذها في المنشات الصحية التابعة لوزارة الصحة، وقد تكون هذه الأنشطة مكلفة ماليا ولكن مع مرور الوقت فإنها تقلل من أضرار الرعاية الصحية والذي بدوره يحد من استنزاف المال والوقت والجهد والأهم من ذلك هو منع الألم الذي يشعر به المريض الذي تعرض للضرر أثناء إقامته في المستشفى فهذا الألم لا يمكن قياس حجمه أو تعويضه مقارنة بالخسائر المادية التي تنتج من أضرار الرعاية الصحية.