تدعونا المحادثات الواسعة لحلف الناتو من اجل بناء تحالف عسكري للقضاء على داعش الى التفكير في منطق التحالف الذي سوف يخرج من تحالف، فدول الناتو لاتحتاج لبناء تحالف لتحالفها، فهي من قبل ولادة داعش دولة متحالفة لصد الخطر عن شعوبها واراضيها، اذن نحن امام صنع قرار لمحاربة الارهاب تنفرد به دول الناتو عن بقية دول العالم، فالناتو في هذه الاجتماع اصبح عقل العالم الذي يفكر نيابة عنه، هل سيقبل العالم اطروحات هذا العقل، أم سيطلب الكشف عليه وتحقق من سلامته قبل تقبل نتائج افكاره وقرارته؟ الكشف عن سلامة هذا العقل يتطلب بناء تحالف دولي يملك مصدات قوية لمنع جنود الناتو عن الحركة خارج مهمة الحرب على داعش، ويجب الحذر من اجراءات الناتو التي سوف تفتح اغلب احتمالات الفوضى وتصيب مخاطرها دولا بعيدة عن ميدان المعركة مع داعش، تجارب الناتو أو تدخلاته العسكرية تجارب فاشلة ففي ليبيا فتحت الناتو البوابة للجماعات الارهابية التي لم يكن لها قبل تدخل الناتو وجود في الاراضي الليبية، وفي اليمن زعيمة الناتو واشنطن لم تستطع القضاء على فصيل صغير من فصائل القاعدة، من خيبات الناتو أو من مكرها دولة مثل تركيا العضو في الناتو كيف ستكون اجراءات الناتو التي سوف تتعامل مع مكاتب وتمويل الارهاب الموجودة في الارض التركية، ام ستصبح تركيا تجاوزا لتجاوزات الناتو، وتتجه انظار قادته الى مزاعم يريدونها ان تكون بديلة عن حقائق موثقة لتواجد الارهاب وتمويله، فداعش تبيع البترول المسيطرة عليه في الاراضي السورية لدولة عضو في الناتو، وتجاوز هذه الحقيقة الى مزاعم مفبركة عن تمويل الارهاب امر لا يضعف مصداقية التحالف بل يحذر من مخاطره المستقبلية على المنطقة. لا نشكك في مخاطر الارهاب على كل بلاد العالم ولكن نشكك في مصداقية الناتو في التعامل مع هذا الملف الذي يقطر دما وتسقط منه الرؤوس، الارهاب أزمة عالمية فانفراد مجموعة محددة لمعالجة خطره في العالم سوف يقسم دول العالم الى مناطق صراعات مثل ماهو موجود الآن، ولن يقضي على خطر الارهاب، فالمعروف في الادارة الناجحة ان الفاشلين يتنحون عن مراكزهم ويبعدون عن دائرة صنع القرار، فالناتو وعلى رأسهم واشنطن فشلوا في السابق في محاربة الارهاب، وكانت كل جهودهم تصب في كيف تتم ادارة الصراع مع الارهاب، وليس القضاء عليه أو حل مشكلته نهائيا. واشنطن ومعها تحالفها الناتو يجب ان تسمع قصة فشلها من دول خارج تحالفها لتعرف اكثر ورطتها التي لاترغب الخروج منها وتريد ان تورط العالم جميعه بها، فشل الولاياتالمتحدة في محاربة الارهاب ارتفعت فاتورته عالياً، ماليا وبشريا، وهنا يكون التحالف الدولي الجديد للرد على الفشل الامريكي ضرورة دولية لتجنب كوارث دولية جديدة، وابرز هذه الكوارث انضمام داعش لحلف الناتو، أليس داعش دولة ويعامله حلف الناتو كدولة؟