عاد الغضب يخيّم على الشارع اللبناني بعد خبر إعدام "داعش" للجندي علي مدلج (من بلدة أنصار في البقاع) إثر محاولته الفرار بحسب بيان صادر عن التنظيم. وفور انتشار الخبر عبر مواقع التواصل الإجتماعية حتى نزل الناس الى الطرقات في ضاحية بيروت الجنوبية وفي مناطق مختلفة من البقاع وبدأت إشتباكات في جرود عرسال وعلّقت في الأحياء السكنية في بيروت مناشير تدعو النازحين السوريين للمغادرة فوراً. وأمس بدأ بعض النازحين السوريين الذين يقطنون في مخيم على اوتوستراد رياق بعلبك بتوضيب أمتعتهم مهيّئين أنفسهم للرحيل، متوجهين الى البقاع الغربي، كذلك غادر بعض النازحين الضاحية الجنوبية ليبروت وسط قطع طرقات في أكثر من منطقة لبنانية. في موازاة ذلك أقفلت مجموعة من الشباب اللبنانيين الطريق المؤدّية الى سجن رومية (في المتن) إعتراضاً على أيّ احتمال مقايضة بين الجنود اللبنانيين وبعض المساجين وخصوصاً أولئك المتهمين بتفجيرات في الداخل اللبناني. في هذا الإطار تحدّثت مصادر رئيس الحكومة تمّام سلام الى "الرياض" وعلّقت على الجريمة الأخيرة التي تمثلت بذبح الجندي عباس مدلج قائلة: "إن موقف الحكومة سيبقى متماسكا ولا تزال الحكومة متشبثة بموقفها الذي عبرت عنه في اجتماعات سابقة (أي رفض المقايضة) والإتصالات مستمرّة على كافّة الصعد وفي كلّ الإتجاهات من أجل تحرير الجنود من جيش وقوى أمن داخلي". ولفتت أوساط سلام الى أنّ رئيس الحكومة "متأكد بأنّ هذه المعركة ضدّ الإرهاب طويلة ومؤلمة وعلى لبنان أن يتحمّل بصبر وحكمة ودراية وبتماسك وطني بغية تفويت الفرصة على الإرهابيين لتحقيق هدفهم". أما عن الدعوات للنازحين السوريين بمغادرة لبنان فقد علّقت أوساط الرئيس سلام بقولها: "هذا أمر في غاية الخطورة ولا ينبغي أن يجعلنا الحدث الأمني نفقد أعصابنا لأنّ هولاء النازحين مظلومون وقد أتوا الى لبنان هربا من أتون الحرب في سوريا وبالتالي لا تقع عليهم مسؤولية الجرائم التي ترتكب". وكان الرئيس سلام قد ترأس في منزله في المصيطبة إجتماعاً لخلية الأزمة التي تعالج قضية الجنود المخطوفين.