رفض عدد من تجار استبدال العملات بجدة صرف الدينار العراقي تخوفاً من تسرب كميات مزيفة منه إلى الأسواق من خلال عمليات استبدال العملة التي يقوم بها الحجاج بواسطتهم، والمح أحد هؤلاء الصرافين في حديثه ل «الرياض» أن بعض الحجاج قد عرضوا عليه شراء كميات ضخمة من الدينارات العراقية قبل يومين بأسعار منخفضة عن سعر صرفها الحقيقي لاستبدالها بالريال السعودي وقال إنه رفض عملية شرائها نظراً لاحتمال أن تكون مزيفة. في غضون ذلك استمر عدد من المستثمرين في مجال العملات بشراء كميات من الدينارات العراقية من الصرافين ومن حجاج من غير الجنسية العراقية حيث يأملون الاحتفاظ بها لعدة سنوات لتحقيق مكاسب عند بيعها في حال تحسن الأوضاع في العراق، ويأتي ذلك بالرغم من تحذيرات الصرافين لهؤلاء المستثمرين بأن الاستثمار في العملات لم يعد نافعاً في الوقت الراهن نظراً لعدم القدرة على التنبؤ بقراءة المستقبل الاقتصادي لأي دولة في ضوء التغيرات الطارئة وغير المتوقعة التي يشهدها العالم. ويشار إلى أن مستثمرين في العملة اللبنانية قد خسروا مبالغ كبيرة نتيجة لعدم تحسن العملة حسب توقعاتهم منذ شرائها وقت الحرب الأهلية، بالإضافة إلى أن الاستثمار في العملة العراقية يحتاج إلى أكثر من ست سنوات لتحقيق مكاسب من وراء بيعها في ذلك الوقت، إلا أن الصرافين قالوا إن بعض مستثمري العملات لازالوا يشترون بعض العملات كنوع من النشاط الاستثماري غير المرتبط بوقت وبمبالغ ليست كبيرة (في حدود عشرة آلاف ريال مثلا). وقال أحد كبار الصرافين إنه تم خلال الفترة من نهاية شهر ذي القعدة وحتى يوم أمس الثامن من شهر ذي الحجة استبدال دولارات ويورو وعملات أخرى للحجاج في جدة بقيمة تصل إلى حوالي خمسة مليارات ريال، و لفت الانتباه إلى أن الحجاج باتوا يسافرون من بلدانهم ومعهم عملة الدولار أو اليورو بدلا من عملتهم نظراً لرغبتهم الاستفادة من سعر الصرف المتوفر للدولار واليورو مقابل الريال السعودي. وفي سياق متصل قال صراف عملات آخر إن عملات حجاج دول جنوب شرق آسيا هي الأكثر استبدلاً بالريال السعودي بالإضافة على عملات أخرى مثل الجنيه الإسترليني والدنمركي والسويسري والسويدي في حركة تعاملات الصرافين بشارع قابل بجدة التي تشهد في هذه الأيام حركة كبيرة بمناسبة قرب يوم عرفة.. وأوضح أن عدداً كبيراً من الحجاج يرتاحون لاستبدال عملاتهم من الصرافين بدلاً من البنوك.. وبعضهم يطلب استبدال العملات التي معهم بالجنيهات الذهبية سواء الجورج أو السعودي أو أنهم يطلبون استبدال عملات بلدانهم بالبنكنوت من الدولارات واليورو الجديدة، وأشار إلى حجم التعامل النقدي بالعملات من قبل الحجاج في تناقص مستمر خلال السنوات الأخيرة حيث تطورت التقنية الحديثة في التعامل مع النقود من خلال بطاقات الصرف الإلكتروني والفيزا والماستر كارد حيث أصبحت هذه الوسائل أكثر أماناً لأموال الحجاج في مجال حمايتها من السرقة أو الضياع إلا أنه أضاف قائلاً : في بلادنا لا يمكن الاستغناء عن خدمات الصرافة التي نقوم بها وخاصة في موسم العمرة والحج نظرا لتعدد المستويات المعيشية للمعتمرين الحجاج بالإضافة إلى ان بعضهم لا يرغب التعامل مع البنوك. إلى ذلك قال أحد الصرافين إن خبرته في التعامل مع العملات لسنوات طويلة تجعله يكتشف أي تزوير في العملات خاصة بالنسبة للدولار واليورو، وأشار إلى أنه عادة ما يقوم بإعادة العملة المزيفة للحاج الذي أحضرها خاصة وأن بعض الحجاج يتعاملون بحسن نية مطلقة ولا يعلمون أن بعض العملات التي يحملونها معهم مزيفة، واستطرد قائلاً: ولكن وفي حالة ظهور عصابة منظمة تحاول ترويج عملة مزيفة لدى الصرافين فإننا ننسق مع الجهات المختصة للإبلاغ عن مثل هذا النشاط المشبوه. ويشار إلى أن تجارة استبدال العملات في شارع قابل بجدة من الأنشطة التجارية المالية القديمة المرتبطة بتوافد المعتمرين والحجاج لأداء مناسكهم وهي من الأنشطة الناجحة في السوق سواء للمستثمرين أو العاملين فيها حيث تتركز الربحية في مجموع الهللات الناتجة عن فرق سعر الصرف عند تبديل العملة بالريال السعودي.