يعتبر فيتامين (د) من مجموعة الفيتامينات التي تذوب في الدهون، ويتواجد هذا الفيتامين بكميات ضئيلة في بعض الأطعمة والتي من أهمها الأسماك الدهنية كالسردين والتونا وزيت كبد الحوت، ونظراً لندرة وجوده في الطعام فقد تم تصنيعه وإضافته إلى المواد الغذائية الأساسية كالحليب والعصير لتصبح أغذية مدعمة بفيتامين (د)، كما يتواجد على شكل مكملات دوائية كإبر عضلية ونقط أو حبوب وكبسولات تؤخذ عن طريق الفم، أما عن المصدر الرئيسي لفيتامين (د) فهو أشعة الشمس لذا فهو يسمى بفيتامين الشمس فان أكثر حاجة الجسم من فيتامين (د) يتم الحصول عليها من التعرض اليومي لأشعة الشمس حيث يقوم الجلد بما يحتويه من مستقبلات خاصة بتحويل أشعة الشمس الى فيتامين (د) ومن ثم يتم تخزينه في الأنسجة الدهنية في جسم الإنسان. تتمثل وظيفة فيتامين (د) في ضبط مستوى الكالسيوم والفسفور في الدم حيث يقوم بتعزيز قدرة العظام على امتصاص الكالسيوم وبالتالي ضمان قوة و كثافة العظام و نتيجة لذلك يعاني من لديهم قصور في مستوى فيتامين (د) من أعراض تتعلق بالعظام والتي من أهمها الكساح أو لين العظام عند الأطفال وهشاشة العظام عند البالغين وكبار السن ويصاحب ذلك الشعور الدائم بالتعب مع التعرض لكسور في العظام من وقت لآخر. ونقص فيتامين (د) ينتشر عند الأشخاص الذين لا يتعرضون للشمس بصورة كافية، كما يلازم كبار السن الذين يعانون من سوء في الامتصاص مما يؤثر على نسبة امتصاص فيتامين (د) من المعدة إلى الدم، وبالمقابل فإن الأطفال الرضع الذين يعتمدون كلياً على الرضاعة من حليب الأم فإن لديهم نقص في فيتامين (د) ما لم يتم تعرضهم بشكل يومي إلى أشعة الشمس ونذكر هنا بأن المعالجة تتم على مرحلتين المرحلة التعويضية و فيها يتم إعطاء المريض جرعات عالية من فيتامين (د) وبعد ذلك يتم تقييم مستوى الفيتامين بالدم لتأتي المرحلة الوقائية وخلالها يعطى المريض الجرعات اليومية الموصى بها من قبل المنظمات الصحية و ذلك للحفاظ على مستوى فيتامين (د) بالحدود الطبيعية. وهذه الجرعات قد تتغير بحسب الحالة الصحية لجسم الإنسان وما يتناوله من أدوية قد تؤثر عل مستوى فيتامين (د) في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي المبادرة بتناول أي نوع من الفيتامينات دون استشارة الطبيب، وأخص بالذكر هنا فيتامين (د) ذلك أن تناول هذا الفيتامين بجرعات أكبر من التي يحتاجها الجسم يؤدي إلى ما يسمى بفرط مستوى فيتامين (د) (hypervitaminosis D) وهو أمر بالغ في الخطورة ذلك أن ذائبية فيتامين (د) في الدهون تجعل التخلص منه بصورة طبيعية ليس بالأمر السهل، لذا ننصح كفريق طبي بأن لا يتم تناول فيتامين (د) من المكملات الدوائية دون قياس مستواه في الدم أولاً واستشارة الطبيب المختص ثانيا، أما عن أعراض فرط وزيادة مستوى فيتامين (د) فهي تراكم بناء الكالسيوم في الدم وهذا من أعراضه القيء والغثيان، ضعف الشهية، والشعور بالتعب والإعياء المتواصل.. كما أن بعض وظائف الكلى قد تتأثر نتيجة زيادة مستوى فيتامين (د) بالدم. وأخيراً نكرر دائماً أن الوقاية خير من العلاج والمتابعة الصحية المستمرة تقي من العديد من الأعراض غير المرغوب بها نتيجة نقص أو زيادة فيتامين (د) في الجسم. * قطاع الرعاية الصيدلية