لكل بيت أسراره وكنوزه المدفونة، والتي لا يجرؤ أحد التلصص عليها، لكنها تنتهك هذه الخصوصية باعتلال النظام الأسري فيها، فيبدأ الخدم باعتلاء أسوارها لينتهي الأمر بخندق يهدد كيانها، وكم من عامل وعاملة يعرفون ما تفعله الزوجة المصون أثناء غياب زوجها!، وعن إذا ما كان الزوج قد غادر فعلاً إلى رحلة عمل أم التف إلى عش حياةٍ جديد، وكم من أخ رشا أخاه بوجبة سريعة أو بمبلغ زهيد ليكتم سر تأخره ليلاً، ويخفي انكشاف حاسوبه الذي غص بكل أسراره، وكم من جدة استلمت هاتف المنزل في الصباح الباكر وبعد مغادرة الجميع لتبدأ بمضغ الأخبار على مهل؛ خوفاً من أن يفضح أمرها، فلا تستطيع كبح حبها لإفشاء أسرار زوجة ابنها التي قد لا تنفع المستمع بشيء. لا شك أنّ الثرثرة وإفشاء الأخبار سلوك مجتمعي معروف، قد يختلف من فرد إلى آخر، إلاّ أنّه لا يكاد يخلو منزل من ذلك الشخص الذي ينقل الأخبار، سواءً كان ذلك داخل الأسرة وبين أفرادها، أو خارجها على مستوى الأقارب والمجتمع العام، وقد صنف البعض هذه العادة على أنّها مرض نفسي مزمن، لابد من علاجه، فيما اعتبرها آخرون طبيعة إنسانية عفوية، لا يطمح ناقلها لأي شيء، سوى أنّه يستمتع بهذه العملية من "فضفضة" و"فشة خلق". ولا يعلم الكثير أن أسرار البيت تتفاوت بخصوصيتها ومدى خطورة نقلها، والتي يمكن أن تدمر أسرة بكاملها، فينكشف الغطاء عن ما هو مستور بحجة الاستشارة والنصيحة أو فراغ حياتي، حيث أنّ الاستمتاع بنقل الأخبار لا تنتشر إلاّ بين كبار السن، وبعض الأطفال والخدم، ونادراً ما تكون شغل الفئات العمرية الشابة، حيث إنّها منغمسة في مشاغل الحياة؛ إذ إنّ الأخبار والخصوصيات مادة دسمة "للملاقيف" العاطلين، سواءً الناقل أو المتلقي، ولا نستطيع لوم الأطفال في نقل الأخبار بحكم برأه الخُلقية، حيث أنّهم لا يقصدون بها أي شيء، وإن كانت أحياناً تكون بدافع الغيرة أو حتى ابتزاز الإخوة، لكننا أمام فئات وأدوار لشخصيات مهمة بحياتنا تتعمد نقل الأخبار، لتحقيق مكاسب معنوية أو حتى مادية! على الأسرة ألا تخجل من طلب مساعدة الطبيب النفسي لتعديل سلوك الإساءة للآخرين شر لابد منه ذكرت "لطيفة إبراهيم" -معلمة- أنّه ليس من السهل إخفاء أسرار منزلك وفي بيتك خدم، معتبرةً أنّ دخولهم الحياة الأسرية "شر لابد منه"، حيث مكنهم تواجدهم من معرفة تفاصيل كل واردة وشاردة، فأصبحت لهم قوة بحكم امتلاكهم مخزن أسرار تسبب في كثير من الأحيان في هدم المنازل، وقادهم إلى التمرد على الكفيل، والابتزاز بالمال، وتشويش العلاقات مع الأقارب، موضحةً أنّ الخدم عادةً ما يتداولون أسرار وأخبار من يعملون لديهم الخاصة، كامتلاك أرض، وبداية حمل سيدة المنزل، أو حتى المشاكل مع الأولاد، والتي تفضل العديد أن تكون داخل أسوار المنزل، وعدم خروجها حتى لأقرب الأقارب. تنصت الخدم ورأت "روان راشد" -خريجة جامعية- أنّ نقل الخدم للأخبار تكنيك عالٍ وشديد الخطورة، فهم يتعمدون دائماً الإنصات والتلصص لكل ما هو جديد في البيت، فذلك وبلا شك سيؤثر عليهم، لكن هناك بعض الأخبار التي لا فائدة من سماعها، مضيفةً: "أذكر ذات مرة خرجت من غرفتي لأفاجأ بأنّ خادمتنا تجلس على الدرج المؤدي للصالة، لتسمع ما تقوله والدتي بالهاتف مع أختي المبتعثة، والذي لا يتعدى السؤال عن الأحوال وكل ما هو جديد في الغربة!". دور الكبار وكشف "غازي نمر" -موظف- أنّه يجد صعوبة في التعامل مع والدته التي تسكن معهم في المنزل، بحكم أنّه الولد الوحيد وهي تحتاج عناية خاصة، مبيّناً أنّ سبب خلافهم المستمر هو نقل أخباره وأخبار منزله وزوجته لأخواته؛ الأمر الذي ضاق ذرعاً بزوجته، حتى طلبت من أمه ألا تقول شيئاً يخصهم، ولا تنقل أخبارهم؛ مما أغضبها منه أشد الغضب، وأخبرته ألا يقول لها شيئاً حتى لا تنقله!. وأكّدت "منى جميل" أنّ كبار السن هم قلب المنزل النابض بالحب والحنان، فوجودهم بالبيت يزيده بركة وجمالاً، معتبرةً أنّ ما يحدث من نقل كلام خارج عن إرادتهم ولا حول لهم ولا قوة، حيث أنّ تزايد الفراغ في حياتهم بعد ما كانت مملوءة بتربية الأبناء وتوفير الراحة لهم، ولا توجد أندية تضمهم وتشغل أوقات فراغهم بأنشطة وفعاليات هادفة ومناسبة لأعمارهم، موضحةً أنّه لا يمكن أن نلومهم بسلوكياتهم الآن. الأطفال ملائكة ولكن! واشتكت "أم الدانة" -ربة منزل- من تربية أطفالها ونزع هذه العادة السيئة منهم، مضيفةً:" غسيلي منشور عند المعلمات؛ لكثرة كلام ابنتي والتي تنقل ما هو مفيد وغير مفيد من خلافاتي أنا وزوجي، حتى ما ألبس وأتحدث عنه بمنزلي معروف في بيئة المدرسة"، مبيّنةً أنّ المريح أنّ معلمتها لاحظت هذه العادة السيئة، وأخبرتها بذلك، فعاقبتها بالضرب مباشرة، والتوبيخ العنيف، موضحةً أنّ المعلمة كشفت لها أنّ العلاج لا يتم بهذه الطريقة، بل يحتاج إلى جلسات ونظام مكافآت، كاشفةً عن نجاح ذلك بعد تطبيقه مع ابنتها. فيما وصفت "عبير عبدالله" بشاعة هذه العادة قائلة: "لابد أن تعلم الأم التي تتعمد نقل الكلام والأخبار أنّ أطفالها سيكونون على شاكلتها، وأن ما نقلته عن شخص ما سواء كانت صادقة أو مفتعلة سينقل عنها ما يدور في منزلها، فالأطفال بطبعهم نسخ مصغرة من أهاليهم، فلا تتفاجأ عزيزتي الأم إذا وجدت أخبارك منشورة في كل مكان!". نار الغيرة وشددت "نورة العبدالعزيز" -معلمة رياض أطفال- على ضرورة أن نفرق بين نميمة الأطفال ونقل الكلام، حيث أنّ أغلبها نقل كلام عن طفل آخر بغية إيذائه ومعاقبته، وهي منتشرة بحكم العمر الصغير، واشتعال نار الغيرة بين الأقران، وهي مشابهة لما يفعله الكبار فالغرض منها سيطرة وإيذاء الآخر، أمّا الأخرى فهي التي ينقلها الطفل من غير وعي؛ بغية لفت انتباه الكبار والدخول لعالمهم، فيزداد هذا السلوك إذا حصل الطفل على الانتباه، وتحكم بردود فعل الكبار، خصوصاً من يكافئوه على نقل الكلام. العقاب اللفظي والجسدي يرفع حدة مشاعر النقص ويجعل الانتقام مبرراً للعادة تعامل أسري وبيّنت "أم طلال" أنّه في كل عائلة يوجد وكالة أنباء، فالواجب شرح للطفل مدى خطورة الأمر لأسرته إذ ما تم نشر أسرار المنزل، أو الأفضل من ذلك كله ألا يتم إخبارهم بالأمور التي لا يريد الوالدان منهم أن يفشوها أو ينشروها، موضحةً أنّ هذا الحراك تداركته هي وزوجها مبكراً منذ طفلهم الأول، حيث لا يتم التحدث بالأمور التي من الممكن أن ينقلها عنهم أمامهم، مشيرةً إلى أنّ نقل الأطفال كلاماً عن قرنائهم أمر قد يكون طبيعياً، وبعضه لا إرادي، فهم مختلفون حتى وإن كانوا إخوة بعضهم لا إرديا تجده ينقل كل ما يسمعه، وبعضهم يحاول كتمان الأمور عن الأغراب من طبيعة خلق بها. امرأة غامضة وأوضحت "هند العثمان" -طالبة جامعية- أنّها سمعت أخاها مرة يتحدث بالهاتف مع امرأة يسألها عما إذا كان ينقصها أو الأولاد شيء، فصعقت، حيث أنّه لم يتزوج وقتها، وبدأت تتساءل بينها وبين نفسها: كيف له أن يتورط في علاقة مع امرأة كبيرة بالسن ولديها أطفال؟، مبيّنةً أنّها هرعت لأمها حتى تخبرها بالتفصيل، وأنّ أخاها متزوج بالسر، ولم يخبرهم!، مشيرةً إلى أنّ المصيبة أنّها لم تتوقع النتائج من نقلها للحدث دون معرفة حقيقة الأمر، وسؤاله عن هذه المرأة، فكانت النتيجة أنّ أخاها قد هجر البيت مدة أسبوع، من غير أن يعرفوا أين هو، ولماذا تحدث مع هذه المرأة، إلى جانب أنّه تشاجر مع والده بعنف بسبب المكالمة، واتضح فيما بعد أنّ المرأة زوجة صديقه المسجون، الذي أوصاه بالاعتناء بعائلته حتى يخرج. باقة ورد ولفت "أسامة عبدالعزيز" إلى أنّه تسبب باهتزاز في علاقة أمي وأبي أثناء طفولته، ففي يوم ما اضطر والده أن يبيت في المستشفى لدواعي مرضه، فهرع له الأقارب والأصدقاء بباقات الورد والشوكولاتة يحمدون الله على سلامته، وحينما أحضرتهم أمه لرؤية والده أخذته شقاوة الأطفال لأن يقرأ البطاقات المعلقة بالورود، وسقطت عيناه على واحدة ليقرأ: "حمداً لله على سلامتك.، أحبك عبدالعزيز"، موضحاً أنّ قلقه وتوتره دفعه ليخبر أمه حال وصولهم للمنزل، لتبدأ شكوكها الأنثوية تفور هي الأخرى، والتي لم تصبر حتى عادت لوالدها، من أجل أن تفتح تحقيقاً مطولاً معه وهو على فراش المستشفى!، عن إذا ما كان يخونها، وبعد قسم وحلف أحست بأنّ الموضوع به خطأ ما، فطلبت منه إحضار البطاقة، لتجد أنّ المكتوب عليها: "حمداً لله على سلامتك.، أخيك عبدالعزيز"، مبيّناً أنّه قرأ "أخيك" "أحبك". شريكا الحياة ورفضت "سارة محمد" -موظفة- السكوت أبداً حين تعلم أنّ زوجي ينقل أخبارهم إلى أهله أو أصدقائه، معتبرةً أنّ أي علاقة سليمة بين الزوجين لابد أن تغلفها السرية والخصوصية، مبيّنةً أنّه إذا كان نقل الكلام طبع وعادة فلا تظن أنّها تستطيع البقاء عنده ليلة واحدة، منوهةً أنّه مع ذلك لابد أن تحصل بعض الأخطاء وتسريب الأخبار من فترة إلى أخرى من دون قصد، رغم أنّها دائماً ما تحذره وتنبهه من عدم نقلها، وهذا يفيد في أحياناً كثيرة. الصدمة الأولى وبررت "أم أيمن" قصدها من نقل الكلام بأنّها أحياناً تنقل لزوجها الأخبار عن أهله، لكنها "تقرص أذانه" بعدم إخبار أهله؛ لأنّها تريده أن يكون على علم بموضوع ما، أو أن تبدي رأيها في المشكلة دون جرح أحد من أهله، معتبراً أنّ نقلها للأخبار عبارة عن استعداد لما سيواجهه في الأيام المقبلة، خصوصاً فيما يتعلق به مع أطفاله من زوجته الأخرى، ومشاكل مراهقته، بالإضافة إلى معرفتها بطبع زوجها حيث يتفاجأ بكل موضوع، ولا يلبث يوم أو يومين حتى يغير رأيه؛ مما جعلها تحرص على تخفيف حدة الصدمة الأولى. حرية تعبير وشددت "هيفاء سعد" -أم لطفلين وموظفة حكومية- على أنّ الثرثرة ونقل الأخبار لشخص يسيء الناقل والمنقول له، فالناقل يكرهه الجميع بالرغم من قناعته التي دائماً يظن أنه مهم في حياة الآخرين، موضحةً أنّ الثرثرة تهتك اسرار أسرة والعلاقات القريبة، حيث أنّ كثرة الكلام سمة نسائية، مبديةً استغرابها من الرجل إذا كان ثرثاراً، حيث تكون هذه الصفة غير محببة منه ومستهجنه، بل في كثير من الأحيان تنتقص رجولته إذا كان نماماً، لافتةً إلى أنّ الكثير من الرجال باتوا ينافسون النساء على هذه الصفة، مضيفةً أنّ غالبية النساء بطبيعتهن الثرثارات غير عاملات، ولديهن وقت فراغ طويل، فحينما تجتمع امرأة بأخرى تبدأ مناوشات تبادل الأسرار؛ بسبب ما يعانينه من الإحباط والكبت، مشيرةً إلى أنّه حينما ننظر للمجتمعات الشرقية نجد أنّ حرية التعبير بالنسبة للمرأة شبه ملغية، فتميل وقتها للثرثرة والفضفضة للتخفيف من معاناتها وماسيها. ممارسة هواية وقالت "أم الجوهرة" -ربة منزل وأم لثلاثة أطفال-: "لا أعلم ما فائدة نقل الكلام، لكني متيقنة تماماً أن ضررها أكثر بكثير لمن نقلت أسراره، فكثير هدم منزله وأنهى مستقبله وشتت أطفاله للأسف، أما الناقل سواءً كان رجلاً أم امرأة فيستفيد أنّه فرغ الطاقات المكبوتة والإحباط وخيبات الأمل الذي يعانيها"، موضحةً أنّه عادة ما يكون نقل الكلام هواية مثل الرسم والقراءة!، وهذه الهواية إما أن تعزز وتدعم وذلك بالاستماع لثرثار والأخذ بكلامه، أو إيقافه عند حده وعدم الاستماع له، وتذكيره أنّه ينتهك حرمات الناس، وأنّه محاسب عند الله. نتاج تنشئة ونوّهت "هيام علي" -طالبة علوم اجتماعية- بأنّ نقل الكلام طبع لم يخلق بين يوم وليلة، وإنّما هو نتيجة تنشئة غير مقصودة، يتعمد الأهل فيها تعويد أبنائهم على نقل الكلام ومكافأة من ينقله وتشجيعه، فيتسابق الأخوة لنقل أخبار بعضهم البعض أملاً منهم لنيل الرضا، حيث دائما ما يكون الطفل الفتان هو المفضل فنجد بعض الآباء يكافئ آخر العنقود لأنه أخبره عن ماذا يفعل البكر في العصريات أو وقت غيابه، كما للزوج دور في كبح جماح زوجته الثرثارة وتعامله لها بصبر ولين لابد أن يأتي بنتيجة. وأفادت "هدى السيلان" -أخصائية نفسية- أنّ الأسرة السوية تتميز بالتماسك والانتماء واهتمام أفرادها بعضهم ببعض، وإشباع أكبر عدد من الحاجات النفسية لأفرادها، كالحاجة للحب، والحاجة للانتماء، والحاجة للأمن، موضحةً أنّ من خصائص الأسرة السوية حل مشكلات أفرادها واحتوائهم، حتى يسلكوا المسلك الصالح لأسرتهم ومجتمعهم، وحينما تظهر مشكلة في الأسرة كعادة نقل الأسرار من أحد أفرادها أو العاملين بها نجد الآباء يبحثون عن المسببات والحلول للنجاة منها، مشددةً على ضرورة أن يتم البحث والعلاج بصبر وحكمة؛ لأنّ عادة نقل الأسرار سيئة، بل وخطيرة، منوهةً بأنّه مما لا شك فيه أنّها تتزايد في المجتمعات النسائية وهي الأبرز لدى الإناث من الذكور؛ بسبب التفوق اللفظي الذي منحه الله -جل جلاله- للمرأة، وهذا ما أكدته العديد من الدراسات والأبحاث المقارنة. وقالت: إنّ ما تحمله تلك العادة من تفسير نفسي فهي قد تكون نتيجة لمشاعر النقص، وهو شعور الفرد بالضعف أو أنّه أدنى من الآخرين، نتيجة قصور عضوي، أو معنوي، أو اجتماعي، أو مادي حقيقي أو متوهم؛ مما يجعل الفرد يحقر نفسه، ويشعر بضعف الثقة في النفس، وضعف القدرة في اتخاذ القرار، ويدفعه إلى السعي للتفوق في محاولة للتحرر من الشعور بالنقص والوصول إلى الكمال، من خلال تعويض ذلك النقص على حساب الآخرين، عن طريق العلاقات المضطربة التي هدفها التحكم في الآخرين، مستخدماً العديد من الأساليب التي منها نقل الأسرار، فهو بذلك يجمع أكبر قدر من المستمعين حوله، ليسرد التفاصيل، وينقل الأخبار الخاصة بأسرته، أو أصدقائه، أو حتى مهنته، في سبيل جذب انتباه المحيطين وكسب رضاهم، موضحةً أنّ الأمر يزيد سوءًا عند ردود أفعال المحيطين به إن كانت إيجابية ومنصته، فهم بذلك يعززون العادة، ويؤكّدون له أنّها وسيلة علاجية ناجحة لسد مشاعر النقص والقضاء على شعوره السلبي تجاه نفسه. وأضافت أنّه إذا ما اختلفت ردود الفعل المستنكرة فإن ذلك سيجعله يفكر في الأمر وقد يتراجع، منوهةً بأنّه ليس من السهل التغلب على هذه العادة السيئة، إن لم يشعر الفرد بمدى خطورتها، وأنها عادة تتنافى مع التربية الدينية والأخلاقية، فديننا الحنيف حثنا على الحرص وحفظ الأمانة، حيث قال تعالى: (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون)، وقد قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- (القلوب أوعية الأسرار، والشفاه أقفالها والألسن مفاتيحها، فليحفظ كل امرئ مفتاح سره)، لافتاً إلى أنّ القدوة الصالحة الحسنة تلعب دوراً كبيراً في علاج هذه العادة، فلا ينصح بالحديث أمام أفراد الأسرة بأسرار وظروف الآخرين الاجتماعية أو المهنية، موضحةً أنّ من الأساليب أيضاً الاهتمام من قبل الوالدين بوضع قواعد تربوية وتعليم أفراد الأسرة أن هناك حدوداً وأحاديث لا يجب التحدث بها لأي فرد في أي الأحوال فهي من خصوصيات الأسرة، وعلى كل عضو في الأسرة التأقلم مع القواعد التي تحكم أسرته. وأشارت إلى ضرورة أن تتدرج محاولات الشرح من التبرير للإقناع، ولا ينصح باستخدام العقاب البدني، ولا العقاب اللفظي؛ لأنّها قد تزيد الأمر سوءًا، وترفع حدة مشاعر النقص، ويصبح التعويض بالانتقام أكثر، موضحةً أنّ الطرق العلاجية للعادة لا تتوقف على الأساليب سابقة الذكر، بل يجب أن تتعداها لإيجاد حلول بديلة ومن قبل المختصين في التعديل السلوكي والعلاج النفسي، وذلك عن طريق طلب المساعدة والعلاج النفسي. نقل الكلام طريقة ضعيف الثقة بالنفس ليكسب الأشخاص بعض الأمهات يجندن أطفالهن لمهمة نقل الكلام