لا يسعنا أمام هذا الإنجاز الوطني الكبير إلا أن نرفع أسمى التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ولجميع الرياضين على ذلك الإنجاز الوطني والعالمي الكبير الذي سجله أبناء المملكة العربية السعودية لوطنهم بتحقيقهم كأس العالم لكرة القدم INS – ايناس- لذوي الاحتياجات الخاصة للإعاقة الذهنية والتي أقيمت في البرازيل مؤخرا. ولعل ما بذله الفريق طوال الفترة الماضية من جهود قدم خلالها مستويات مميزة وحقق نجاحات هائلة لم يكن إلا من تظافر الجهود وروح الفريق الواحد بجهازية الفني والإداري، فقد تمتع الفريق بروح التحدي والعزيمة والإصرار العالي على استمرار نجاحاته السابقة للمحافظة على لقبه العالمي الذي حققه للمرة الثالثة بكل جدارة واستحقاق وتفوقوا خلال تلك البطولة على جميع نظرائهم من دول العالم. ويمكننا القول أن ذلك النجاح يعكس مدى الاهتمام الذي يحضى به الشباب السعودي من قبل قيادتنا الرشيدة والرئاسة العامة لرعاية الشباب واللجنة السعودية البارالمبية، فما تم من نجاح كان نتاج مجهود بذل خلال السنوات الأربع الماضية من عمل متواصل سواء من تدريبات أو معسكرات داخلية وخارجية أثبت من خلالها المنتخب أنه جدير بلك الإنجاز واستحق امتلاك كأس العالم للإعاقة الذهنية. من جانب آخر فإن الإنجاز الذي حققته إدارة الفريق وبأيدي وطنية يدل على أن العمل الإداري المنظم والمبني على أسس علمية سليمة وتخطيط جيد لابد من أن يؤتي ثماره، فما حققه المنتخب الأخضر لذوي الاحتياجات من أداء قد أحرج جميع الفرق الرياضية المحترفة التي عجزت عن تكوين فريق قادر على تحقيق مثل ذك الإنجاز. فبالرغم من الفارق الكبير بين المنتخبين من ميزانية مادية ومن تجهيزات وتكاليف تدريبية وفنية وما يصرف من معسكرات بالإضافة إلى الفارق من ناحية التغطية الإعلامية والمتابعة والاهتمام على مختلف المستويات إلا أن منتخب ذوي الاحتياجات قد كرس ورسخ أن النجاح يمكن أن يحقق وبجدارة تحت أي ظرف وبأقل التكاليف فقد رفعوا راية التوحيد في كل دولة خلال البطولات الثلاث منذ عام 2006 بألمانيا و 2010 في جنوب أفريقيا و 2014 في البرازيل. فالمقارنة هنا بين المنتخبين عادلة نظرا لعدالة المنافسة بين البطولات، ولكن الاختلاف الهائل في تحقيق النتائج يدعونا للتساؤل ما الأسباب التي أدت إلى نجاح منتخب ذوي الاحتياجات والتي من الضروري الاستفادة منها فالفوز بثلاث بطولات عالمية على التوالي لم يكن وليد الصدفة أو الحظ بل كان نتاج تخطيط ودراسة وعمل دؤوب من قبل الفريق الإداري والفني وتدريب كثيف للاعبي المنتخب. فالإنجاز الذي تحقق بعد توفيق الله وبأيدي وطنية وكوادر سعودية يستحق منا جميعا تكريم هؤلاء الأبطال على ما بذلوه من مجهود، وتعميم ذلك النهج الذي قدمته إدارة الدكتور عبدالعزيز الخالد ومساعده المدرب فهد الرديعان والدكتور ناصر الصالح رئيس البعثة على كافة الفرق الرياضية، فالحصول على لقب بطل كأس العالم هي أمنية أي فريق و هذا الإنجاز هو الأول من نوعه على مستوى الدول العربية كافة ومدعاة للفخر به كإنجاز وطني كبير. * كاتب وأكاديمي