قالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي صباح أمس الاربعاء ان اسرائيل والفلسطينيين ملتزمان بوقف اطلاق النار. واوضحت انه "لم تجر اي عملية اطلاق صاروخ على الاراضي الاسرائيلية او غارة جوية اسرائيلية على قطاع غزة منذ مساء الثلاثاء". ويتضمن الاتفاق، بحسب الوسيط المصري، فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الاعمار والصيد البحري، وتخفيف للحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ 2006 على القطاع الذي يضم 1,8 مليون نسمة. لكن هناك عدد من القضايا الخلافية التي سيؤجل البحث فيها وهي "الميناء والمطار وجثامين الشهداء والاسرى بما في ذلك الاسرى النواب اضافة الى المحررين في صفقة شاليط الذين تم اعتقالهم منذ بدء العدوان والدفعة الرابعة" من الاسرى الفلسطينيين المتفق على اطلاق سراحهم، وفق مصدر فلسطيني قريب من مفاوضات القاهرة. ويثير الاتفاق آمالا كبيرة لكن نقاط الخلاف تبقى بعيدة عن الحل. وهذا لم يمنع الفلسطينيين وكذلك رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو من اعلان الانتصار في الحرب. وقد عمت الاحتفالات قطاع غزة المحاصر مساء الثلاثاء فور الاعلان عن التوصل الى الاتفاق الذي انهى الحرب. وخرج الاف الفلسطينيين في مسيرات عفوية احتفالا بالاتفاق وهم يحملون الاعلام الفلسطينية ورايات حماس الخضراء. وردد الناس هتافات "تحيا كتائب القسام، تحيا المقاومة". واعلنت حركة حماس المعنية مباشرة بالاتفاق انه "انتصار للمقاومة". وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم الحركة في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء في غزة "استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة، اليوم نهنئ شعبنا الفلسطيني بهذا الانتصار الكبير، ونهنئ امتنا العربية بهذا الانتصار". عناصر من «المقاومة الوطنية» يجوبون شوارع غزة (أ.ف.ب) وتابع متوجها لسكان غزة "قلنا لهم لن تعودوا الا بقرار من حماس وليس بقرار من نتانياهو، والان نقول لكم بعد دخول التهدئة حيز التنفيذ بامكانكم العودة الى بيوتكم بقرار من حماس". وشارك قادة بارزون في حماس والجهاد الاسلامي الحشود في الشوارع احتفالاتهم. وقال محمود الزهار، القيادي في حماس "سنبني الميناء والمطار، ومن يعتدي على مينائنا سنعتدي على مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنعتدي مرة اخرى على مطاره". وتعهد بمواصلة "التسليح وتطوير قدراتنا وبرنامج المقاومة ووحدتنا" مضيفا "المستقبل لنا لا للاحتلال". وفي الجانب الاسرائيلي قال ليران دان وهو ناطق باسم نتانياهو لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان حماس "تلقت اقسى الضربات منذ انشائها" و"منيت بهزيمة عسكرية وسياسية". واضاف ان "حماس لم تحصل على شىء مما كانت تطالب به". ونقلت وسائل الاعلام ان نتانياهو رفض اجراء تصويت في الحكومة الامنية المصغرة قبل اعطاء ضوء اخضر لوقف اطلاق النار الذي يعارضه اربعة على الاقل من الاعضاء الثمانية في الحكومة. وعبر عن هذا الخلاف داخل الحكومة عوزي لانداو وزير السياحة العضو في حزب "اسرائيل بيتنا" القومي الذي قال ان "الشعور العام هو ان الارهاب يجدي" واضاف للاذاعة العامة ان "اسرائيل اعطت الانطباع باننا نريد الهدوء باي ثمن مما قلص قدرتنا على الردع". واعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس التوصل الى اتفاق "شامل ودائم" حول وقف اطلاق النار مع اسرائيل في قطاع غزة وموافقة القيادة الفلسطينية. من جهته قال مصدر حكومي اسرائيلي "وافقنا مرة اخرى على اقتراح مصري بوقف لاطلاق النار من دون شروط وغير محدود زمنيا". واضاف ان "الاطار يتضمن اطلاق نار فوري ومن دون شروط، وبعدها وخلال شهر سيذهب الفريقان الى القاهرة لبحث قضايا عدة مع المصريين". وتابع "سنطرح مخاوفنا في ما يتعلق بنزع السلاح (من القطاع) ومنع حماس من اعادة التسلح". ورحبت واشنطن بالاتفاق. وقال وزير الخارجية الاميركي جون كيري "ندعم بقوة" اتفاق وقف اطلاق النار، داعيا الاطراف المعنية الى "الالتزام ببنوده بالكامل". كذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن امله ان يمهد الاتفاق الطريق امام "عملية سياسية" بين اسرائيل والفلسطينيين. وكشف الوسيط المصري بيان صادر عن وزارة الخارجية بعض تفاصيل الاتفاق الذي وصفه بانه "وقف إطلاق نار شامل ومتبادل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الأعمار والصيد البحري". لكن لم تسرب اي تفاصيل عن قيود يمكن ان تفرضها اسرائيل على ادخال مواد البناء او استئناف التصدير من غزة. واشار الوسيط المصري الى ان هناك نقاطا لا تزال عالقة لم يحددها سيتم طرحها بين الطرفين بعد شهر. فقد اكد البيان "استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين بشأن الموضوعات الاخرى خلال شهر من بدء تثبيت وقف إطلاق النار". وخلال العملية الاسرائيلية "الجرف الصامد" نزح حوالى 475 الف شخص وتضرر 55 الف منزل بينها 17 الفا و200 دمرت بشكل كامل او شبه كامل، حسب مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الاممالمتحدة.