شهدت الأزمة السياسية الباكستانية تطورات مهمة على مستوى الحكومة وزعماء الأحزاب السياسية، فيما واصل زعيما المتظاهرين في إسلام آباد عمران خان وطاهر القادري اعتصامهما الجاري منذ أكثر من أسبوع أمام مقر البرلمان الوطني في العاصمة الباكستانية إسلام آباد وأكدا تمسكهما بإقالة رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف وحل الحكومة والبرلمان، وذلك في الوقت الذي عارضت فيه المعارضة البرلمانية الباكستانية هذا الطلب معتبرة إياه بالطلب غير الدستوري. وعلى المستوى الحكومي والسياسي فقد أجرى الرئيس الباكستاني السابق الزعيم الشريك في حزب الشعب آصف علي زرداري سلسلة من اللقاءات والاتصالات مع الزعماء السياسيين لتهدئة الوضع، وبدأ لقاءه بعقد اجتماع موسع مع رئيس الوزراء نواز شريف، ثم مع أمير الجماعة الإسلامية سراج الحق، وزعيم حزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم شودري شجاعت حسين وشقيقه شودري برويز إلهي، وأجرى اتصالات مع زعيم حزب الحركة القومية المتحدة الطاف حسين، وأمير جمعية علماء الإسلام الشيخ فضل الرحمن وزعيم الحزب الوطني القومي أسفنديار ولي. وفي نهاية اللقاءات أوضح زرداري إن حزبه سيعمل على أداء دور الوساطة بين جميع القوى السياسية لإيجاد حل سياسي للأزمة بين الحكومة والقوى السياسية التي تسعى إلى الإطاحة بها، مؤكداً أن الحل لا يزال بيد الزعماء السياسيين ويجب على الجميع حل الأزمة وعدم تصعيدها إلى مستوى يدفع الجيش إلى التدخل، وبيّن أن الجميع بحاجة إلى وحدة وطنية ومساندة القوات المسلحة في حربها ضد الإرهاب.