من منا لا يسعى للنجاح ويبذل الغالي والرخيص في سبيل الحصول عليه، ومن منا لا يُقر بأن النجاح يقود للنجاح متى ما حسنت النوايا وتم بذل المزيد من الجهد؟ السؤال: كيف يمكن لنا أن نحقق النجاح في مشوار حياتنا العلمية والعملية، وهل من الممكن أن نحققه باعتمادنا الكامل على جهودنا ورؤيتنا المستقبلية. هناك الأسوياء وهم من يؤمن بأن النجاح يمكن أن يتحقق دون الإقلال أو الإضرار بالآخرين، وهناك فئات أخرى ترى أن الغاية تبرر الوسيلة ومن هنا فلا ضير لديهم أن يمارس الشخص كل ما هو ممكن كي ينجح ولو على حساب الإضرار بمن سواه. رئيس وزراء ماليزيا السابق محاذير محمد في بداية نجاحاته حضر حفلا للأنشطة الختامية للمدارس، وخلال الحفل قام بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين، وهي توزيع بالونات على كل مدرس ليقوم بنفخها ومن ثم ربطها في رجله، وبالفعل قام كل مدرس بنفخ وربط البالونة في رجله. جمع مهاتير المدرسين في ساحة مستديرة ومحدودة وقال: لدي مجموعة من الجوائز وسأبدأ من الآن بحساب دقيقة واحدة فقط، وبعد دقيقة سيأخذ كل مدرس مازال محتفظا ببالونته جائزة..!! بدأ الوقت وهجم الجميع على بعضهم البعض كل منهم يريد تفجير بالونة الآخر حتى انتهى الوقت. وقف مهاتير بينهم مستغرباً وقال: لم أطلب من أحد تفجير بالونة الآخر..!! ولو أن كل شخص وقف بدون اتخاذ قرار سلبي ضد الآخر لنال الجميع الجوائز. ولكن التفكير السلبي يطغى على الجميع، كل منا يفكر بالنجاح على حساب الآخرين.. هذه القصة تقدم لنا نموذجا واقعيا في كثير من تجارب البعض منا. هؤلاء البعض، ومن خلال نظرة قاصرة، يرى أن النجاح له محدودية وأن أفراده معدودون، وأن نجاح الفرد مقترن بفشل غيره حتى ولو كان من أقرب الناس إليه. النجاح لا حدود له، وإن شاءت إرادة الله ان لاتنجح في مشروع أو عمل أو تخطيط فلتكن نظرتك منصبة على ما حققته وما تملكه من معطيات، وكيف يمكن أن تطورها لمزيد من النجاحات وبعيدا عن النيل من الآخرين. في بلادنا شهدنا عددا من نجاحات أبناء هذه البلاد ممن يتسنمون الآن أعلى المراتب في المجالات الحكومية والتجارية. هؤلاء بدأوا من لاشيء وتدرجوا من نجاح لآخر ولم يكن همهم إقصاء من مد يديه لهم بل على العكس من ذلك، واستمر التواصل وتبادل النصح والمنافع إلى اليوم. إنها حقا تجارب جديرة بالوقوف عندها واستلهام العبر لمستقبل مشرق مليء بالنجاحات.