اكتظت مدرجات ملعب الملك فهد بأكثر من 60 ألف متفرج غادروا منازلهم بدءاً من الظهيرة متوجهين إلى الملعب بعضهم يقطع مسافات طويلة وآخرون يتفادون زحام الطرقات حتى غصت بهم المدرجات قبل المباراة بساعات يهتفون ويشجعون فريقهم الذي مازال في الفندق داخل معسكره ومع آذان المغرب أغلقت أبواب المدرجات، فالخارج ممنوع من العودة إلى مقعده وسط أجواء حارة وزحام يحبس الأنفاس من دون وجود مياه للشرب أو وجبات غذائية صحية، كل ذلك يعيشه المشجع ليحضر مباراة كرة قدم يتابع فيها فريقه ويسانده من المدرجات تلبية لنداء مسؤولي فريقه وتأكيداً على أهمية دور المدرج في الملاعب السعودية، هذا السيناريو لايخص نادياً بعينه بل عام لكل فرق الكرة السعودية وماحدث لجمهور الهلال في مباراة السد ضمن دوري أبطال آسيا لم يكن خطأ جديداً ولا حالة شاذة بل صورة يشاهدها المشجع السعودي كلما هم بحضور قمم الدوري السعودي فيحتاج لمغادرة منزله باكراً وربما يضطر لتأخير الصلوات المكتوبة إن أغلقت الأبواب نظير الزحام المعتاد في لقاءات القمم وهذه الفوضى التي تعيشها الملاعب السعودية وهي التي تملك أفضل إمكانات لتطبيق نظام يؤهل للجماهير الحضور بشكل منظم ومرتب ربما تلاشها. نادي الزلفي واحد من الأندية الهاوية التي تلعب في دوري الدرجة الثانية لكن عقلية إدارته المحترفة كانت قد سبقت ذلك بكثير اذ نجحت إدارته حين حل الهلال ضيفاً في كأس ولي العهد في ترقيم المدرجات وزيادتها في مدة قصيرة استطاعت أن تنظم دخول الجماهير وأن تغيب الفوضى من الصورة الرياضية وتظهر المدرجات بشكل متميز عكس ما نشاهده غالباً وآخرها ماحدث في لقاء الهلال الأخير والذي وإن كان آسيوياً لكنه نموذج للمباريات المحلية والمعاناة الجماهيرية. هذه الجماهير هي شريك رئيسي لكل نجاحات الكرة السعودية فهي الجاذبة لشركات الرعاية للأندية وحتى للاتحاد السعودي فمن حقها على الجميع أن تحظى بتعامل أفضل والأمر ليس إعجازاً أن ترقم المدرجات وتتاح التذاكر الإلكترونية ويكون التنظيم على أعلى مستوياته اذ يتاح للمشجع الدخول للملعب قبل المباراة بدقائق والتوجه مباشرة إلى رقم مقعده والحصول على أفضل وجبات غذائية وأماكن مهيأة للصلوات المكتوبة فاستمرار الفوضى بهذا الشكل ربما يكون عاملاً لتنفير الجماهير عن الملاعب ولا قيمة لكرة القدم بمدرجات خاوية وإن وصل التنافس في الميدان أعلى درجاته فنياً. أمام ذلك كله تضع الجماهير الرياضية ثقتها في الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد في إعادة النظر بحال المدرجات وشركات الصيانة لها وكذلك الوجبات الغذائية وتنظيم المدرجات وتهيئة الأجواء المناسبة لتكون المدرجات جاذبة للحضور الجماهيري وليس طاردة لهم.