لو الأيام تنكس لي امريعه ولي دنياً تبجحني وسيعه تمنيت ان لي بيت فسيح رفيع وبه منافيح رفيعه ومالٍ ما يدبره المدبر غزيرٍ يغني الفقري سبيعه وديوانيةٍ بابه يشرع عليها مثل وراد الشريعه وحراسٍ عن الذارب حفظها كما حفظ الأمانه مع وديعه ونارٍ ضوحها يدع المسير ونجرٍ يجذب الغادي رميعه وفوق النار صفرٍ متعبات شقا من بالهوى نفسه وليعه وفنجالٍ على بكرٍ مصفى بهاره هيل واشكالٍ فنيعه زباد وزعفران وخلط عنبر غريبٍ ما شروه من المبيعه وصبابٍ الى صبه وأداره كما دم المعاليق القطيعه كما نقش الغدان بكف عذرا تعله عندلٍ عنقا تليعه وصحونٍ عليها الحيل ترمى ابزادٍ يشبع القوم المجيعه ابا ابذل في حياتي واتفضل واجازي للمصانع عن صنيعه مضى هذا وابي خرعوب عندل أبا أخذ واتخيرها قريعه عفيفة جيب مجمولة حلايا سميحة خاطرٍ لامري مطيعه الى دبرتها في حاجةٍ لي قضتها بالتعطف لي سريعه ابلطفٍ وانعطاف وحسن منطق وعقل وميز مع حسن الطبيعه ومع هذا لها خدٍ يقادي قمر خمسة عسر يوضي لميعه وعينٍ يوم تدفن بي نظرها تقل يجرد به اسيوفٍ وريعه وخشمٍ مثل حد النافعيه بكف مشببٍ يوم الوقيعه واشافي كنهن سلك البريسم خدع راع الهوى فيهن خديعه وبيضٍ كنهن ظيق المخايل نزل قبل المطر والماء تبيعه ومن بين الثمان الغر ذوب شرابه يبري الكبد الوجيعه ونحرٍ زم به تفاحتين اصغارٍ ما لهج منهن رضيعه والعضدين منها والمذارع كما سواق جمار الفريعه وقرنٍ اشقرٍ على المتنين وارد الى ألوت به كما ذيل الطليعه وخصرٍ هافي والبطن ضامر وكاس الماي ما تشرب تسيعه عوده مثل غصن الموز ناعم الى هب الهوا اعجبك اتهزيعه وردفٍ مثل شط المردم اللي رعت نبت الحيا بأول ربيعه وساقينٍ كما الدراجتين بهن خلخالها ما احلا لميعه واقدامٍ مخاميصٍ لطاف كما قطنٍ يداخل به وشيعه ترا هذا منى غايات قلبي لو الايام تنكس لي امريعه وصلى الله علي سيد البرايا عدد ما تقطع العيرات ريعه حجيجٍ متبعين الفرض سنه يبون العفو من منجي منيعه الشاعر: محمد بن فهاد بن محمد القحطاني الملقب (ابن حصيص) يقول اليوسف انه ولد في بلدة الوقف احدى قرى الوشم عام 1290ه ويذهب النقيدان إلى أنه ولد في البادية سنة 1285ه وأنه اصيب بالجدري وكف بصره وهو في سن مبكرة، مات والده وهو صغير مما جعله يواجه الحياة بظروف قاسية جداً فتحمل مسؤولية تأمين لقمة عيشه بمفرده، ورغم ذلك كان يحضر حلقات التدريس التي تعقد في مساجد شقراء المجاورة لبلده الوقف، حيث درس على يد الشيخ ابراهيم بن عبد اللطيف الباهلي والذي يبدو ان له دوراً كبيراً في تعليمه وتوجيهه، كما درس على يد الشيخ محمد بن عثمان الشاوي، والشيخ ناصر بن عثمان بن عيسى، فحفظ القرآن عن ظهر قلب، وتعلم اللغة العربية، وحفظ شيئاً من الشعر الفصيح، كما برع في نظم الشعر العامي من غزل ومديح وهجاء، كما اشتهر بروحه المرحة، تولى إمامة المسجد المجاور لمنزله بالوقف عندما طلب منه إمامه أن ينوب عنه أثناء غيابه لأداء فريضة الحج. ويذكر النقيدان أنه ذهب إلى بريدة وسكن جنوب البلد مما يلي مسجد ناصر من الغرب ثم عاد إلى عنيزة وفيها توفي رحمه الله في شهر ذي القعدة من عام 1354 ه. زمن النص ومناسبته: حدد الربيعي زمن النص في شوال 1347ه وبذلك يكون الشاعر قد تجاوز سن الستين وفي النص يتحدث عن أمنياته لو عاد به الزمن وعاش حياة الرخاء. دراسة النص: قليلة هي النصوص التي يقصرها الشعراء على أمنياتهم ويصرحون عنها سواء في رغبة العيش في رخاء وبذخ أو رغبة في حبيبة ذات مواصفات يفصلها على مزاجه ولا أعلم السر في ندرة مثل هذه النصوص بعيداً عن أن التمني حيلة العاجز، ومن ذلك هذا النص الذي بين يدينا حيث جاءت أمنيات الشاعر متأخرة بعد أن تقدم به العمر ولم يدرك من هذه الدنيا سوى الفقر والشقاء وعدم الاستقرار، لذلك أخذ يسلي نفسه بالأمنيات وأنه لو عادت به سنين عمره وكان له حظ في الثراء وسعة العيش لامتلك قصراً واسعاً شامخ البناء وامتلك أمولاً طائلة لا تحصى ويكون له مجلس مشرع الأبواب لاستقبال الضيوف الذين يتوافدون عليه كتوافد السقاة على مورد الماء الغزير وأن يكون لديه من الخدم والحراس من يحفظ كل ذلك وأن يوقد ناراً ضخمة يتوهج سناها ليجذب الضيوف ويقرع عندها "النجر" ليهتدي إليه بهذا الصوت التائهين في الصحراء كما توضع "الدلال الصفر" على جانب النار لإعداد القهوة التي تطبخ بعناية وتضاف إليها بهارات ذات نكهة وروائح عطرية فيكون لونها مائلاً إلى الأشقر وكأنه لون الدم الذي يخرج من شرايين القلب عندما يسكبها الخادم للضيوف، ثم ينتقل الشاعر إلى وصف ما سيقدمه لضيوفه من موائد الطعام التي توضع عليها لحوم الضأن السمان ويكون بوفرة حتى يشبع منها أعداداً كثيرة من الناس الجائعين ليؤكد أنه عندما سيكون غنياً فأنه سيكثر البذل والعطاء ويقابل صنائع المعروف بالمعروف، ثم ينتقل للحديث عن أمنيته العاطفية في اختيار فتاة حسناء ذات دلال وعفاف فاتنة الملامح وحلوة القسمات تتصف بالرقة وسماحة النفس في تعاملها معه لا تعصي أوامره ولا تتأخر في تنفيذ ما يريد منها وتمتاز باللطف واللين وحسن المنطق ، ذات عقل ومعرفة وحسن معشر، وفوق ذلك تكون صفاتها الجسدية مميزة بالخد المضيء كالبدر ونظرة العين الأخاذة ثم يستمر في وصف متطلباته من جميع جسدها بدقة ليؤكد أن هذه هي أمنيات قلبه لو عادت به الأيام شاباً.