يمثل العصر الذي نعيش فيه بحق عصر العلم والتقنية، عصر تدفق المعلومات وحرية تداولها وانتقالها بسرعة وكفاءة عالية. ولذلك فإنه من المناسب أن يكون هذا العصر أيضاً هو عصر الحركة البدنية والصحة الجيدة للإنسان، وليس عصر الكسل والخمول والاعتماد كلياً على السيارة والآلة، ووسائل النقل المختلفة التي أثرت على صحة الإنسان ولياقته ونشاطه واستقراره النفسي. ولعل أهم رد على هذا الاعتماد والكسل هو مزاولة المشي والانتظام فيه والمحافظة على الصحة الجيدة من خلال برنامج يقوم به الإنسان للتغلب على دواعي الركود والكسل. ويبرز المشي كعلاج مجاني وفعال لتقليل نسبة الكوليسترول الضار في الجسم، بالإضافة إلى تعزيز اللياقة البدنية. فإذا استطاع الإنسان أن يمشي يومياً لمدة ساعة أو أقل فإنه سيقلل من نسبة الكوليسترول ويرفع من روحه المعنوية. ويؤكد الأطباء والباحثون أن المشي يربح جميع أعضاء الجسم، ابتداء من القدمين وحتى شرايين القلب، كما أن المشي يكافح القلق والأرق، ويؤدي إلى تجديد النشاط البدني والذهني، مما يوفر بيئة مناسبة للإبداع وزيادة الإنتاج، ويعزز الثقة بالنفس. والمشي يعزز الثقة بالنفس لأنه يحسن الحالة المزاجية للإنسان. والإنسان في أثناء ممارسته لرياضة المشي ينمو لديه شعور بالإنجاز، وتتضاءل لديه المشكلات والضغوط النفسية. وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن ممارسة رياضة المشي بانتظام تحفز إفراز مادة كيميائية في المخ هي المسؤولة عن رفع الروح المعنوية للإنسان وتسمى ( بيتا – أندروفين ). إن رياضة المشي رياضة غير مكلفة ومفيدة جداً لصحة الإنسان لأنها أيضاً تقلل من تأثير بعض الأمراض مثل مرض السكر وارتفاع ضغط الدم، وذلك لأنها تسهم في حرق الدهون والسكريات، وتكافح بعض الأمراض المتعلقة بالدورة الدموية وما ينتج عنها من مشكلات الأوعية الدموية. إن ممارسة رياضة المشي يومياً لمدة نصف ساعة وخاصة في ساعات الصباح والمساء وفي أجواء نظيفة له آثار إيجابية على الإنسان. ومن هذه الآثار الإيجابية إزالة الشعور بالتعب والإرهاق، وخاصة لمن تجاوزا سن الشباب من كبار السن والمرضى.. وهي دعوة مفتوحة لنقول للجميع.. دعونا نمشِ لمزيد من اللياقة والنشاط.