أميرة أندلسية بارعة الجمال والدلال، وكانم لها (صالون أدبي بقرطبة) لم يحضره أديب أو شاعر إلا هام بها فهي تذكرنا (بمي زيادة) في العصر الحديث.. غير أن حياة (ولادة) أكثر سعادة ومرحاً وإثارة من حياة (مي) فقد كانت ابنة حاكم قرطبة، وعاشت طويلاً، وهام بها كثيرون أشهرهم ابن زيدون الذي أحبها بكل جوارحه وقال فيها أجمل أشعاره ومنها روائعه: (إني ذكرتك بالزهراء مشتاقاً والأفق طلق ووجه الأرض قد راقا) ودّع الصبر محبٌ ودّعك ذائع من سرِّه ماستودعك) (أضحى التنائي بديلاً من تدانينا وناب عن طيب لقيانا تجافينا) وقد تنافس على حب هذه الأميرة الجميلة كثيرون، ولكن أشهر من نافس ابن زيدون في حب ولادة هو (ابن عبدوس) وهو وزير كابن زويدون ولكن الأخير شاعر مبدع فكاد له (ابن عبدوس) وكذب عليه حتى سجن ابن زويدون، وحين خرج أبدع رسائل الهجاء في ابن عبدوس والذي يظهر أن ولادة كانت سعيدة بهذا التنافس في حبها تذكي ناره بدلالها وتشعل النار في قلوب عشاقها، وقد أضيف لها كثير من الروايات المختلفة وحيكت حولها القصص وربما قيل الشعر على لسانها مثل: (أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها وأمكِّن عاشقي من صحن خدي وأعطي قبلتي من يشتهيها) فالبيت الثاني لا يمكن أن تقوله امرأة عربية وقد أوردناه لننفيه لأنه سائر مشهور.. قال عنها ابن بسّام:(.. كانت وحيدة نساء زمانها حسن منظر وحلاوة مورد ومصدر وكان مجلسها بقرطبة منتدى لأحرار المِصر، وملعباً لجياد النظر والنثر، يعشو أهل الأدب إلى ضوء غرتها ويتهالك الشعراء والكتّاب على حلاوة عشرتها..) إلخ ما ورد في كتابه (الذخيرة 1/376 ثم نسب لها بيتا الشعر اللذين لا نشك أنهما منحولان. * توفيت ولادة سنة 484ه وبقيت ذكراها مع ابن زويدون خالدة.