سجلت الفترة الماضية جدلاً كبيراً وأطروحات متباينة حول اللغة العربية؛ وما تواجهه من تحديات في مرحلة العولمة التي نعيشها؛ وإمكانية تطويرها أو النهوض بها. وقدم الباحثون نظريات ورؤى تتعلق بمسيرة لغة الضاد؛ بعضها قوبل بحماس، وبعضها قوبل باستنكار؛ وتظل دوماً قضايا اللغة العربية فوق طاولة النقاش والتجادل. في هذا السياق طرحنا على الدكتور سامي نجيب (رئيس جمعية لسان العرب) هذا التساؤل: إلى أي مدى تبدو اللغة العربية صامدة في مواجهة أعدائها الذين يريدون ضربها في مقتل؛ مرة بدعوى أنها لم تعد قادرة على مواكبة العصر؛ ومرة بدعوى أنها يجب أن تتطور من خلال نسف قواعدها وتغيير نحوها؟! د.سامي نجيب: وصف الله تعالى اللسان الناطق بالعربية بأنه (لسان عربي مبين)؛ وفي ذلك الوصف تأكيد على أن لغة الضاد من أقوى اللغات التي عرفتها الإنسانية عبر تاريخها كله. ولا شك في أن اللغة العربية قادرة بالفعل؛ وليس بالشعارات؛ على مواجهة أعدائها الذين يريدون زعزعة استقرارها ومحاولة النيل منها، فهذه اللغة باقية صامدة منذ مئات السنين، وفي بقائها وصمودها دليل قوتها وتميزها وأصالتها. أما الذين ينادون بتطوير اللغة عن طريق العبث بقواعدها وخلخلة ثوابتها وإلغاء مترادفاتها وما إلى ذلك..؛ فهم يدورون في حلقة مفرغة، ولن يأتوا بجديد. إن لغة الضاد ستظل دوماً سليمة معافاة من هذه الأفكار التحريضية المضللة التي لا تستهدف التطوير الحقيقي بقدر ما ترمي إلى محاولة ضرب النظام النحوي والتركيبي للغة؛ وتبقى هذه الدعاوى الفجة التي ترفع شعار تطوير اللغة (ومنها كتاب شريف الشوباشي الأخير «لتحيا اللغة العربية: يسقط سيبويه») هزلية أشبه بالنكات السخيفة التي تثير سخرية عشاق اللغة ومناصريها وحماتها الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم!