قالت الممثلة والمخرجة المسرحية أمل حسين إن أغلب المسرحيات النسائية تدور في فلك التكرار الممل "فأغلب ما تم تقديمه هذا العام يشبه بشكل كبير ما قدم في السنوات الماضية"، مشيرة إلى أن الجمهور بات يبحث عن الجديد في الفكرة والموضوع "فكم مسرحية عرضت بنفس المواضيع؟ وهل هذه المواضيع فقط هي التي تهم الناس". موضحة أن المسرحية التي أخرجتها بعنوان "البسطة" تتناول فكرة حاضرة ومهمة "ولا بد من مناقشتها ألا وهي قضية انتخاب المرأة السعودية للمجلس البلدي". مسرحياتنا مكررة.. والفتيات السعوديات ينقصهن التدريب المسرحية التي عرضت في عيد الفطر المبارك ضمن احتفالات أمانة الرياض؛ قامت ببطولتها في الشرقاوي وشذا سبت وسارة حسن ولجينة المنجي وريم عطية ورجاء الحاضي، وحققت حضوراً نسائياً لافتاً خلال احتفالات العيد. تقول المخرجة أمل حسين: "لقد حرصت من خلال هذه المسرحية أن أقدم حكاية بعيدة عن الإسفاف والابتذال سواء في اللفظ أو الحركة، لأن المسرح بالنسبة لي يعني الاحترام، فعلى من ينتمي له أن يحترم كل شيء، الوقت والزمان، المكان، الإنسان، الفكر، العادات والتقاليد، أي احترام كل عناصر المسرح وكل ما يخص المجتمع الذي يحتوي هذا المسرح". وأضافت "لقد أخذت على عاتقي في هذه المسرحية اكتشاف ودعم المواهب السعودية، فكانت فاطمة المرجان وعهد اليحيى ولولو عبدالله من أبرز اكتشافاتي، إلى جانب دعمي للفنانة سارة"، مؤكدة بأنه تم اختيار الممثلات الخليجيات بناء على نجوميتهن وخبرتهن المسرحية الكبيرة "فالفنانة في الشرقاوي والفنانة شذا سبت منذ طفولتهما المبكرة وهما على المسرح، ولهما العديد من المشاركات المسرحية في الخليج وحصلتا على جوائز عديدة على أدوارهن المسرحية، إضافة إلى أن الفنانة شذا أكاديمية وخريجة معهد الفنون المسرحية من دولة الكويت، ومخرجة لها عدد من الأعمال المشهود لها كتابة وإخراجاً، وحرصي على الاستعانة بهذه الأسماء جاء لأنني أقدم مسرحية كبيرة من ناحية الفكرة والمضمون والنص والأداء، وكان لابد من تقديمها بالشكل الصحيح". وعبرت حسين عن استيائها ممن يتساهل في إنتاج المسرح "من قال إن المسرح لمجرد الترفيه؟ هذا الفكر المؤسف سيجعلنا ندور في دائرة مغلقة بعيداً عن الإبداع المسرحي، وفي كل مرة للأسف نناقش نفس المواضيع، العنوسة والزواج والطلاق والأسواق، وكأن المجتمع ليس فيه إلا هذه المشاكل، التي سئمنا من تكرارها، أم أنه ليس لدينا كتاب نصوص مسرحية يعيشونا واقعنا ويستطيعون التعبير عنه؟". مؤكدة أهمية المسرح في البناء الحضاري وقد قيل "أعطني مسرحاً أعطيك شعباً مثقفاً وعظيماً"، كما قال الفيلسوف الفرنسي فولتير "في المسرح وحده، تجتمع الأمة، ويتكون فكر الشباب وذوقه". أمل حسين التي تمتلك أيضاً نصاً مسرحياً ثانياً بعنوان "الملقوفة" ستنتجه أمانة الرياض في الفترة المقبلة؛ تساءلت عن دور وزارة الثقافة والإعلام وجمعيات الثقافة والفنون في دعم المسرح النسائي "فلماذا تتحمل أمانة الرياض كل هذا العبء لوحدها؟". مضيفة "أنا كمخرجة أحتاج إلى كوادر متدربة تساعدني على المسرح، من متخصصات إضاءة وسينوغرافيا، ومهندسات صوت، ومهندسات ديكور مسرحي وملابس وغيرها من التخصصات المسرحية، فضلاً عن تدريب الممثلات على فن الإلقاء والثقة بالنفس ومعايشة النص والأداء المسرحي وغيرها، وقد طالبنا سابقاً بإقامة دورات في جمعية الثقافة والفنون حتى يكون لدينا من بنات هذا الوطن المعطاء متخصصات في كل ما يحتاجه المسرح، وما يحزن أن الفتيات موجودات ولديهن الرغبة الصادقة للدراسة بهذه المجالات لكن لا يوجد من يحتويهن"؛ متمنية تكرار التجربة اليتيمة التي قدمتها جمعية الثقافة عندما قدمت ورشة عمل بعنوان: كيف تقرأين نصاً مسرحياً بإدارة الدكتورة وطفى الحمادي "وكانت تجربة جميلة ورائعة نتمنى أن تتكرر". وطالبت حسين بزيادة عدد أيام عرض مسرحيات العيد عن ثلاثة أيام، "فالأمانة تدفع مبالغ طائلة وتبذل جهداً كبيراً، ونحن نقدم كل ما في وسعنا لتقديم عمل مسرحي جميل ثم ينتهي كل هذا الجهد في ثلاثة أيام، لذا نتمنى لو امتد العرض لخمسة أيام على الأقل، حتى يتسنى لأكبر عدد من الجمهور مشاهدته، كما نتمنى عرض المسرحيات النسائية طوال العام وليس في الأعياد فقط، وأن تنتقل المسرحية لبقية مناطق المملكة". متمنية تصوير المسرحيات النسائية بطريقة الفيديو وتحت إشراف مسؤولات الأمانة "ووضعها في إرشيف المسرح النسائي في الأمانة بطريقة سرية وآمنة حفظاً للتأريخ، على أن يكون التصوير أثناء البروفة النهائية وبلا جمهور، وبكامل الملابس المحتشمة، وهذه النقطة مهمة لأن كل ما قدمناه من مسرحيات نسائية سابقة ذهبت مع الريح، عبارة عن نصوص ورقية فقط، وعندما يسألنا التأريخ يوماً عن المسرح السعودي النسائي، فهل سنقدم له ورقاً فقط؟". وختمت حسين بسؤال عن مكتب الهيئة الدولية للمسرح التابع للمنظمة الدولية للتربية والثقافة والعلوم المعروفة ب"اليونسكو" والذي اختير لإدارته المسرحي إبراهيم عسيري "فما هو نشاط هذا المكتب منذ افتتاحه وأين وصل؟ وما التعاون الذي تم بينه وبين جمعية المسرحيين السعوديين وجمعية الثقافة والفنون وغيرها من المهتمين بالشأن المسرحي لذا أتمنى أن يكون هناك تواصل وتعاون فعال بين كل الجهات المعنية لدفع الاهتمام بالمسرح السعودي، واستغلال هذه الفرصة لإيجاد كوادر مسرحية سعودية عالمية، فنحن جديرون ولا ينقصنا سوى الإصرار والمثابرة والتكاتف". في الشرقاوي شذا سبت