الحب يصل بنا إلى الأماكن التي خذلتنا المعرفة في الوصول اليها. - توما الأكويني -. عندما توفيت أمي، فكرتُ في الكثير من الأشخاص الذين يحبون بعضهم البعض، لكنهم لا يستطيعون ضبط مشاعرهم على توقيت ساعة قلوب من يحبون، ولا يستطيعون نسيان أي إساءة سببها لهم من يحبون، فهم مستاؤون منهم طوال الوقت فلا يصفحون ليكملوا مشوار الحب، فنحن نخاف أن نعود مرة آخرى لمن نحبهم لخوفنا من جرح آخر قد يسببونه لنا، أو الخوف من إساءة مستقبلية قد تلحق بنا خسائر نفسية لا نستطيع تجاوزها، إذن الخوف هو العامل الرئيسي الذي يمنعنا من التقدم وهو يقف بيننا وبين من نحب كصخرة كبيرة تزن طناً عالقة في الوسط فلا نستطيع زحزحتها عن طريقنا، ولا يمكن أن نقفز فوقها، ولكن هل فكرنا بطرق أخرى واجتهدنا قليلاً لفك اشتباكات مشاعرنا والحصول على الحب دون تعقيدات، تذكرت مقولة كنت أؤمن بها لصمويل جاكسون (تستعصي أشياء قليلة على الاجتهاد والمهارة، فالأعمال العظيمة لا تتحقق بالقوة، بل بالإصرار والعزيمة)، نعم إن ما ينقصنا هو العزيمة والإصرار، فلا تستطيع إجبار الآخرين على حبك أو العودة لك، ولكن حتما ستجبرهم على التفكير بك وبمشاعرك التي تفيض تجاههم وتحرك بداخلهم ألف سؤال وسؤال، وبعدها سوف يبدأ نهر المشاعر بالتدفق وحتماً سيقتلع تلك الصخرة العالقة بينكم، ولكن لا يمكن أن ننسى أن البعض منا علاقته مع نفسه عدائية، فهو يحس انه محكوم بالضياع، فيكبله الخوف، وعندما يخاف بالتأكيد سوف يخسر كل شيء، فيدرك مدى هشاشة الحياة بداخله لأنه وضع افتراضات سلبية قد لا تحصل له أبداً، وهذه الشخصيات عادة تكون لا تؤمن بوجود الحب ولا أهميته في الحياة فيقعون في شرك الشك وعدم الثقة بالآخرين، وهذا لا يفتح قلوب الناس بل يغلقها. الحب هو عصب الحياة الذي لا نستطيع أن نعيش بدونه فتشوا حولكم ستجدون أنكم لا تهدأ نفوسكم ولا ترتاح أرواحكم إلا عندما تمارسون أو تتعاملون مع شيء تحبونه، فالحب يبدأ دائماً من آخر ضوء عند منعطف النفس المشبعة بالتفاؤل، والدرس الذي يجب أن نتعلمه اننا إذا أردنا الحب يجب أن نكون محبين لا متحدثين عن الحب فحسب. بلا زخرفة: أكَتُبُ دائِماَ بِعُمرِ أشَيِاء لاَ تَحدثُ إلا مَرّة وَاحِدة فِي الحَيَاة وَأتَمَاثَل للِشِفَاء مِنْ وَجَعِ البَشَر. يَأتِي الحُبُ مُذهِلاً كَالشَلالِ لهُ صَوتُ العَصَافيِر وَرائِحةُ الوَرد، لاَ يُمكنُ بِالضَروَرة أنْ يَكوُن مُكتَمِلاً فَالنَقص هُو شِيمَة الحَياة، ولكِن تَذكّر أنْ بِإمِكاَنكَ أنْ تَعيشَ بكليَة وَاحِدة حَيَاةً سَعِيدَة.