على الرغم من ان مفهوم "ادفع ما تريد" مقابل الخدمات المقدمة قد يكون معروفا لكثيرين في أنحاء العالم فانه لا يزال غريبا بالنسبة للبنانيين والعرب على وجه العموم. ومع ذلك فان مطعما صغيرا في حي مار ميخائيل الزاخر بالمقاهي والحانات في بيروت يحاول تثبيت هذا المفهوم في حياة اللبنانيين حيث يسمح لزبائنه بدفع ما يرون أنه مقابل "عادل" تاركا لهم أمر تقدير قيمة الوجبة التي يتناولوها. صاحبا الفكرة التي طرحت في يوليو تموز هما مؤسسا المطعم محمد فياض وطوني صفير. وأوضح فياض لتلفزيون رويترز كيفية طرح الفكرة فقال "كنت قاعد أنا وطوني عم نعمل دراسة إذا بدنا نعمل أطباق يوميا قديش بكلفنا الطبق؟ شو مفروض ندفع الناس؟ وطلعنا بالفكرة ليش ما منجرب ندفع الناس يلي بحسوا؟ ياللي بدهن؟ ليه ما منجرب ندفع الناس ياللي هن نخلي الناس هي تقيم صحنها؟ بقى من هون انطلقت الفكرة. قلنا نجربها أول جمعة إنه نخلي كل واحد يقيم صحنه ومنشوف شو بتطلع النتيجه. طلعت النتيجة كثير منيحة. تفاجأنا إنه الناس عم تدفع كثير منيح انه الناس عم تدفع تقريباً كأنه نحن حاطين حق الوجبة أو الصحن." ولجذب الزبائن للمطعم جلب فياض وصفير طباخين وعمال أجانب في محاولة لتقديم ثقافاتهم الخاصة بالغذاء للبنانيين. وقال فياض "عم نجرب ننوع شوي بالأكل بلكي ما يكون أكل. عم نجرب. بتعرفي بلبنان دارج أكثر شيء هو الطلياني والياباني السوشي والفرنساوي. عم نجرب ننوع نكهة شوي عام نعمل أكل سريلانكي عم نعمل أكل اثيوبي ومنعمل أكل لبنانيوهلأ لا قدام عم نجرب نعمل أكل أندونيسي وتايلاندي." ويقع المطعم الصغير في منطقة تجارية حيث يحيط به مكاتب بها موظفون يهرعون الى أماكن تناول الطعام أثناء فترات راحتهم، وقال فياض ان مطعمه يجذب في الغالب الموظفين وأهل المنطقة. وأضاف "زبائننا إجمالاً هوني هن الزبائن الساكنين في الحي بيشتغلوا بالحي أو بيسهروا بالحي. عندك هو الثلاثة يعني شو بيشتغلوا فيه منهم بيشتغلوا بالجمعيات الأهلية (بالانجليزية). فيه منهن مصممين (بالانجليزية). فيه منهن صحفيين. قول نصهم لبناني ونصهم أجنبي." ولكن لا يطبق مبدأ "ادفع ما تريد" على كل الطعام الذي يقدمه المطعم. فهناك بعض الوجبات لها سعر أدنى إلزامي. ويرى فياض ان ذلك يوفر جوا لطيفا بين زبائن المطعم. وأضاف لتلفزيون رويترز "عم بيحسوها إن لكي بتحاسبهون بس تقدم الفاتورة إن ضايعين. بيصير مثل فيه خمسة عطاولة بتختلف الآراء. حدا بدو يترك ما نقول. منترك هاالقدر بيصير الواحد يشد لا فوق واحد يشد لا تحت بتختلف. بس بتخلق نوع من. بتخلق جو لذيذ على الطاولة هني وعم يدفعوا الفاتورة إجمالا." وعلى الرغم من ان المطعم يترك لزبائنه تقدير ما يدفعونه مقابل الوجبة فانه يلزمهم بدفع القيمة المحددة للمشروبات والحلويات التي يتناولونها.