قال الجيش اللبناني أمس الأحد إن ثمانية جنود لبنانيين قتلوا في اشتباكات مع مسلحين استمرت طول الليل قبل الماضي في بلدة عرسال الحدودية القريبة من سورية وفي محيطها. وفي وقت سابق قال مسؤولو أمن لبنانيون إن 11 متشددا على الأقل وثلاثة مدنيين قتلوا في المعارك وإن نحو 16 من أفراد الأمن احتجزوا رهائن. وذكر مسؤولو أمن لبنانيون أن المتشددين كان بينهم مقاتلون من جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد الذي استولى على مناطق واسعة من سوريا والعراق. واندلع القتال السبت عندما سيطر متشددون على مركز للشرطة في عرسال بعد أن اعتقلت قوات الأمن اللبنانية أحد قادتهم عند نقطة تفتيش حول عرسال. وكانت هذه من أسوأ المعارك بين الجيش اللبناني والمتشددين منذ بدأ الصراع في سورية قبل أكثر من ثلاثة أعوام. ووسط فراغ رئاسي مدوّ مستمرّ منذ أكثر من شهرين امتدّت يد الإرهاب لتضرب الجيش اللبناني في عرسال. فبعد أن ألقى الجيش اللبناني القبض على عماد جمعة وهو أحد المسؤولين في لواء "فجر الإسلام" الذي بايع "داعش" منذ أيام وقد كان يزور أقارب له وسط معلومات بأنه كان يعدّ لعمليات إرهابية، طالبت مجموعته الجيش بالإفراج عنه ولمّا رفض بدأت حملة عسكرية ضدّ القوى العسكرية اللبناني وضدّ قوى الأمن الدّاخلي في المنطقة وتم أسر عدد من أفراد قوى الأمن من قبل المسلحين في جرود عرسال. وتوفرت معلومات ل"الرياض" تفيد بأنّ الوضع الميداني في عرسال البقاعية شديد الخطورة، ويبدو بأنّ المعارك بين الجيش اللبناني والمجموعات المسلّحة ستطول وخصوصا وأنّ هؤلاء المقاتلين المتطرفين متحصنون في الجرود، وقد حاصرهم الجيش اللبناني من جميع الجهات لكنّهم لا يزالون في مواقعهم رافضين وقف إطلاق النار على الجيش حتى إطلاق سراح جمعة. وقالت مصادر في مدينة عرسال ل"الرياض" بأنّ الوضع في المدينة مأسوي، وأن لا أحد من السكان يجرؤ على الخروج من منزله وسط تغلغل لمجموعات متطرفة بين السكان، بالإضافة الى وجود 100 ألف نازح سوري يعيش معظمهم في مخيمات ويفوق عددهم سكان عرسال الذي لا يتجاوز ال40 ألفا. وتقول المصادر بأنّ هؤلاء النازحين يشعرون بالخوف الشديد وخصوصا وسط تسلل مجموعات مسلحة من سوريا في ما بينهم. من جهة ثانية، قالت مصادر دبلوماسية غربية ل"الرياض" بأنّ المعركة تبدو صعبة جدّا على الجيش اللبناني. وفيما دعا مجلس الوزراء اللبناني الى جلسة استثنائية التقى قائد الجيش العماد جان قهوجي السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل وأكد بيان صادر عن السفارة الأميركية في بيروت دعم أميركا للجيش اللبناني وكرر هيل الدعوة لاحترام سياسة النأي بالنفس. من جهته حذّر النائب وليد جنبلاط أثناء جولة له في منطقة الشوف من خطر الارهاب ومن "تلك المجموعات المسلحة التي تعتدي على سيادة الوطن وعلى جيشنا الباسل، لذلك فوق كل اعتبار وكل خلاف داخلي او نقاش عقيم، مهمتنا واحدة هي التضامن وتأييد الجيش اللبناني والقوى الامنية والاجهزة الامنية في مواجهة هذه المجموعات المسلحة وفي مواجهة الفكر التكفيري".