استيقظ الغزيون أمس على مزيد من الدمار الذي لحق هذه المرة بمسجد وجامعة غزة الإسلامية والعديد من المنازل، فيما يستمر ولليوم الثاني حمام الدم في رفح جنوب القطاع المحاصر التي باتت منطقة عسكرية مغلقة. ودمر القصف الإسرائيلي الحاقد مسجد الإمام الشافعي التاريخي في وسط غزة بثمانية صواريخ، ضمن خمسة مساجد سويت بالأرض تماماً في أنحاء مختلفة من القطاع. وارتفع عدد شهداء العدوان أمس بعد مجزرة رفح إلى 1660 والجرحى 8900. وقال جيش العدوان انه ضرب 200 هدف خلال 24 ساعة ماضية بما في ذلك خمسة مساجد زعم -كذباً- أنها تستخدم مخابئ للأسلحة ولقيادة "حماس" ومراكز للتدريب. كما طال القصف الإجرامي جامعة غزة الإسلامية. وتعرضت عدة منازل للقصف. وفي أحد هذه المنازل توفي خمسة من أفراد عائلة واحدة. وقال أحد الجيران يدعى "عمر" إنه تعين جمع الجثث قطعة قطعة. وأوضح ان الجميع لاقوا حتفهم حيث تم جمع أشلائهم قطعة قطعة، موضحاً أن الأسرة المنكوبة كانت مكونة من زوج وزوجة وثلاثة أطفال. وفي يوم هو الأشد دموية منذ بدء العدوان الإسرائيلي الغاشم قبل 27 يوماً، استشهد 58 فلسطينياً وجرح أكثر من 50 آخرون منذ مساء الجمعة في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف منازل سكنية في مدينة رفح جنوب القطاع المنكوب. وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان إن القصف المدفعي استهدف بشكل مكثف وعشوائي "الحي السعودي السكني" المخصص للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة رفح. وذكر مسعفون أنهم انتشلوا 19 شخصاً قتلى وأغلبهم أشلاء وأكثر من 50 جريحاً بعضهم بحالات بتر. وطال القصف منزل القيادي في حزب الشعب طلال أبو ظريفة. وتأتي هذه التطورات بعد انهيار سريع لاتفاق لوقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ برعاية الأممالمتحدة في الثامنة من صباح الجمعة بالتوقيت المحلي بين العدو والمقاومة الفلسطينية ولم يصمد لأكثر من ساعتين. رفضت حركة "حماس" على لسان الناطق باسمها سامي أبو زهري تحميل الأمين العام للأمم المتحدة والإدارة الأميركية لها مسؤولية انتهاك التهدئة. وقال أبو زهري في بيان إن الموقفين الأممي والأميركي بشأن ما جرى في رفح وأدى لانهيار اتفاق التهدئة "أمر مرفوض وغير منطقي ومتحيز لصالح الاحتلال". وذكر أن "الاشتباكات مع جيش الاحتلال وقعت داخل حدود قطاع غزة نتيجة التوغل الإسرائيلي وكانت المقاومة في حالة دفاع عن النفس". وأضاف أبو زهري أن الموقفين الأممي والأميركي "يركزان على قصة جندي اختفى خلال عدوانه على المدنيين بينما يتم تجاهل مجزرة المدنيين الذين سقط منهم 72 نتيجة العدوان" الإسرائيلي في رفح. إلى القاهرة، وصل أمس الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رأس وفد يضم ممثلين عن حركتي "فتح" و"حماس" و"حركة الجهاد الإسلامي" لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول وقف إطلاق النار، فيما أعلن العدو عن عدم إرسال وفده إلى مصر يوم أمس. وتحدثت أنباء عن خلافات في حكومة الحرب الإسرائيلية حيث يعارض رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مطالب من الجناح الأكثر تطرفاً بتوسيع العدوان البري واجتياح قطاع غزة بالكامل. هنا كانت تقام الصلاة في المسجد العمري بجباليا، الذي حولته الغارات الإسرائيلية الحاقدة.. أنقاضاً (أ.ف.ب) طفلان يجلسان على كنبة أمام أنقاض منزلهما في غزة، هي ما تبقى لهما من متاع (رويترز)