في الأحداث الجسام يبرز نموذجان من البشر أحدهما خبيث تفرحه الأزمة ليبث الفتنة ويزيد النار اشتعالاً، أما الآخر فهو العاقل الحكيم الذي يقوم بدور إطفاء الفتن وإخماد نيران الشر0 قائد بلادنا الفارس العربي النبيل عبدالله بن عبدالعزيز من النوع الثاني الذي لا ينتظر الفتنة حتى تشتعل فيقوم بدوره الإنساني المعروف عنه بل يستكشف مصادر الخطر ويطلق التحذير تلو التحذير للعالم كافة أملاً منه - يحفظه الله - بحقن الدماء وحماية المجتمعات من الشرور0 لقد كانت الكلمة التحذيرية التي وجهها للأمتين العربية والإسلامية بالإضافة إلى المجتمع الدولي يوم أمس الجمعة الفاتح من أغسطس 2014م بمثابة جرس إنذار شديد الوضوح يفترض على جميع الدول والحكومات كما المنظمات الدولية أخذ ماورد فيها بكل جدية والمبادرة باتخاذ إجراءات عملية لحماية الإنسان أينما كان الذي يتعرض للاضطهاد والظلم بكل وحشية0 لقد شخص القائد الحكيم العلة ووصف الدواء0الفتنة هي شرارة إيقاد الشر بل هي السلاح (الرخيص) الذي يلجأ إلى استخدامه (المغرضون الحاقدون) حيث أشار لذلك الملك صاحب القلب الكبير0 نعم إنه العار00 من يمارس قطع الرؤوس باسم الدين ويمارس الوحشية بكافة أشكالها زعماً بنصر الإسلام؛ ليس هذا فحسب بل يتباهى بنشرها للعالم حتى ظن غير المسلمين بأن هذه دعوة نبي السلام وهذه تعاليمه0 أين كلمة الحق ولماذا الصمت تجاه أعمال داعش ومن لف لفها؟ أهو تعاطف صامت من أصحاب الخطابات النارية الذين يصرخون في كل أمر عدا أفعال هؤلاء المتوحشين؟ هل دغدغت حكاية الخلافة المزعومة عواطفهم وأثارت كوامن أحلامهم؟ نعم لقد تم اختطاف دين الرحمة والسلام من قبل مجرمين خونة ووجدها الأعداء فرصة لتمزيق الأمة وساعدهم في هذا المخطط الشرير بكل أسف رهط من بني جلدتنا خانوا أهلهم وأوطانهم وارتموا في أحضان الأشرار أرباب الإرهاب قاطعي الرؤوس0 يقولون بحرصهم على تنشئة أجيال تحب السلام والعدل والحريات فهل أفعالهم تحقق هذا الحرص؟ قالها الملك الحكيم في كلمته التحذيرية التاريخية بان ما يحدث اليوم سيدفع الجيل إلى اللجوء للعنف والإيمان به كوسيلة للبحث عن الحقوق فهل هذا ما يريده العالم؟ من يتفرج على النار المشتعلة في بيت جاره لا يأمن احتراق داره بذات النار وهذا ما حذّر منه كبيرنا وقائدنا حين أشار ضمنا لمن تخاذل وصمت وربما ساهم بما يحدث في عالمنا العربي من ترويع وقتل بأنه سيكون أول ضحايا الإرهاب حينها سيندم بعد فوات الأوان. أيها الملك التاريخي: نشهد الله بأنك قد بلغت وأسمعت صوت الحقيقة لضمير العالم؛برئت ذمتك وبقي ذمهم.