إن للأعياد فرحتها الخاصة وبهجتها في نفوس الجميع ولها في بلادنا مظهر اجتماعي يتميز بالفرح والابتهاج النابع من تعاليم ديننا الحنيف ثم من تقاليدنا وعادتنا الأصيله وموروثنا الشعبي.. وأهالي ثرمداء مازلوا متمسكين بعادات وتقاليد آبائهم وأجدادهم في مظاهر عيدهم ولم تؤثر مظاهر الحضارة والمدنية في هذه العادات على مر العصور.. بل هناك ربط جميل بين هذه العادات والتقاليد الأصيلة والتطور الحضاري الذي تشهده ثرمداء اليوم.. فالعيد موكب يسبح فوق تيار الزمن حاملاً الفرح والأغاريد والورود ويمر بنا فيعطينا ونأخذ منه.. يعطينا الذكريات الجميلة ويجدد حماسنا للحياة ونعطيه الابتسامة. وعيد الفطر المبارك الأعياد التي يفرح بها الجميع ويلتم الشمل وتقف رحال العمل اليومي والجري وراء لقمة العيش بعيداً عن صخب المدن الكبيرة وضجيج شوارعها وأحيائها من أجل لحظة سعيدة بين الأهل والأقارب، ومازالت المحافظة على مواصلة العادات والتقاليد المعروفة خلال الأعياد بثرمداء هي البسمة الدائمة التي اعتاد الأهالي على تقديمها في الشوارع والميادين صبيحة العيد وسط أجواء يسودها التلاحم والتآخي والألفة والمحبة والترابط الاجتماعي، ومظاهر من الفرح والسعادة والابتهاج تشهدها ثرمداء صباح اليوم الأول من أيام عيد الفطر المبارك من كل عام لتجمعهم موائد هذه المناسبة السعيدة التي تعتبر عادة كريمة لا يمحوها الزمن، وتوارثها الآباء والأبناء من الأجداد الذين لهم دور في غرس وتأصيل فكرة هذا التجمع في نفوس شبابنا واستمرارها أعواماً عديدة ويشاركون وهم فخورون بهذا التلاحم. وتبدأ مظاهر المعايدة بأحلى التعبيرات مصافحة وعناقاً وبسمات تملأ الوجوه والتي تدل على عمق التلاحم الأسري بين الأهل والأقارب والجيران. وتنطلق تلك المظاهر في عدة مواقع منتشرة في عدد من الشوارع والأحياء حيث خروج الأهالي والفرحة تغمرهم بهذه المناسبة بأعيادهم مصطحبين معهم ما لذ وطاب من الأكلات الشعبية ويتناولونها في مظهر اجتماعي يعمق أواصر العلاقات ويلم شمل الأهل والأقارب ويكسبهم علاقات ومعارف والذين حرصوا على المجيء ليجدوا في هذا التجمعات الأسرية فرصة مواتية لتبادل التهاني بالعيد.. كما أن لموائد هذه المناسبة دوراً في إظهار البعد الاجتماعي والإنساني لها والتي تعبر عن عزم أهالي ثرمداء في كل عام على تفتيت المفاهيم التقليدية المغلوطة وأصبح وضع وجبة العيد في الشارع عادة يتذوق خلالها كل مواطن طعام الآخر منتقلين من صحنٍ لآخر خلال مظهر اجتماعي يتجدد كل عام.