لك الله من فاتنة هذا أنا وهذه أنت مدينتي الحبيبة (الزلفي) تحديداً في قريتي (علقة) التي هي متألقة ومتزينة فأنا وهي توأمان مهما ابتعدت فحنيني أبداً لأول منزل وعند قدومي من العاصمة الحبيبة (الرياض) لغاليتي (الزلفي) الرابضة بين أحضان جبال طويق الشامخة وصحراء النفود الذهبية أسرعت لتقليب نظري شوقاً في كل شارع وكل ميدان وقد تزينت بأنواع الزينة ابتهاجاً بالعيد. أقدم كل اعترافات حبي لك يافاتنة بجبالك بنفودك بمزارعك الخضرة بناسك المبهرة تزينت مدينتي الحبيبة بأبهى لباس تعطرت بأجمل العطور كما كانت طوال الأعياد السالفة هذه حكايتي مع مدينتي في ظل العيد فالعيد فيك يامدينتي كما هو في سائر بلادي فرحة وأيما فرحة؟! بدت مدينتي بحضور عيد الفطر السعيد كخلية نحل الكل يمشي الكل يفشي السلام ويطعم الطعام، الكل مبتسم الكل سعيد، الكل شاكر ذاكرللمولى القدير. العيد له مذاق آخر هناك ترابط زيارات.. وأنا في شغف عندما تقضى صلاة العيد وتسمع الخطبة لأن أصافح وأعانق أحبتي في الله وفي الحي والشارع وفي مجالسهم يحلو اللقاء وما زال العيد يسبغ على مدينتي الحبيبة كما في مملكتنا الغالية ألواناً من المكرمات وأنواعاً من الهناء والمسرات عشتها مع أهلي وجماعتي في السراء في ظل حكومتنا لها منا الفداء. في العيد تتبدى معاني رائعة وأخلاق سامية صلاة صلة تسامح تصالح نبذ للأحقاد وفاء زكاة زيارات عيادة مريض زيارة للمقابر شكر كرم ابتسام تواضع ذكر لله إطعام طعام وإفشاء سلام، فالعيد ساحة تنافس ومزدحم تواصل وفرحة صائم قائم، ما أبهجك ياعيد الجمال ياعيد الفطر يافاتن المسلمين! أقدم كل معاني الحب لك ياعيد ولك يامدينتي، ويكون للعيد مذاق آخر، فأنت ياعيد الربيع قد جعلت مدينتي عروساً بهية ولكن فرحة قلبي لم تكتمل هذه السنة بفراق أمي وأبي رحمهما الله لكن الله وحبه أبقى لي. وعند حلول عيد الفطر البهيج تنافس المتنافسون في إخراج زكاة الفطر وتعميق أواصر الرحم والهروع لصلاة العيد وسماع الخطبة ومن ثم تبادل التحايا ياله من مشهد عظيم !!و يالها من أخوة !! وسارع جماعة المسجد إلى إحضار أنواع الأكلات الشعبية إلى مسجد الحي من (جريش) و(كبسة) و(قرصان) و(قبوط) وغيرها فكم هي لحظات بهيجة تعبر عن أسمى وأرق المشاعر الأخوية. وهذه حقيقة لكن بعض الغافلين لم يعها ولن يهنأ لهم عيش إذا أهملوها فاحتضرت أخلاق العيد عند بعض المقصرين المسوفين الغافلين فيالها من مأساة!! ولقد جفت أرواحهم من استغلال المناسبات الدينية العظيمة ونسوا غاية خلقهم وسوفوا بالتوبة والرجوع إلى الله فما أحوجنا جميعاً للتوبة والبكاء في هذه المناسبات! عل الله يرحمنا عجبت لحال هؤلاء كيف لا يبكون ولاتخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق؟! وكيف نسوا الموت واليوم الآخر؟!قم أيها النائم أسرع إلى فلاحك فأنت لنزواتك صريع ولشيطانك مطيع، حقاً هذا أمر فظيع وخسران شنيع فجحودك لا يخفى على الجميع، فهل جفت عيناك من الدموع حقاً إنه أمر مريع!! فالعيد حكاية حلوة فسبحانك اللهم جعلت العيد ميداناً للتنافس، وفرحة، والعيد في ظل أهلي وعشيرتي فرحتان، وأنا أهمس لبلدتي صباح الخير ياحلوتي. ياعيد املأ قلبي الجائع لرضا ربي وجنته. املأه رضا ليسعد القلب المرهق من صوارف الدنيا وأعباء الحياة.