للعيد في الماضي مذاق خاص وطابع جميل خاصة عند أبناء الصحراء من أهل البادية.. فكانت لياليهم فرح وسرور بالرغم من الظروف الطبيعية القاسية، وصعوبة الحياة المعيشية التي تفرض عليهم ذلك فكان لا يوجد لديهم مواصلات سريعة تقرّب بعضهم من بعض، كما يقول أحد شعراء البادية الذي يتوجّد على جماعته عندما سمع عن قدوم السيارات وأنها تقرّب المسافات فأنشد: العيد جاني وأنا في دار الاجانبي وجدي على موترٍ تصرخ لواليبه تكفون تكفون يا عكفان الاشانيبي يا رازق العبد يا مسهل مطاليبه وكان الشعراء يحتفلون بالعيد في الماضي بتأدية فن المحاورة الشعرية وهو ما يسمى بالقلطة في ذلك الزمن الجميل وكان هذا اللون يندر وجوده لقلة شعرائه ولكن يتم في بعض الأحيان حيث يتقلط أحد الشعراء وينشد لهم من الأشعار الجميلة التي لا تخلوا من الحماس والافتخار وفيها مدح الرجولة والشهامة تعبيراً عن اجتماعهم وفرحهم بالعيد الذي حل عليهم وفي الحث على كسب المراجل منذ الصغر يقول الشاعر ذعار العماج: من لا يحوش المراجل بأول الروح ما حصل المرجله والرأس شايب لا صار رأس الصبي ما هو بممدوح لا تشتحن لا حضر .. وإن قيل غايب وأهل البادية الذين يعيشون في الصحراء كانت لهم فرحة ومظاهر تختلف عن الآخرين مثل: التحيزم بمحزم الرصاص والسباق على ظهور الجيش حيث يختارون النوادر منها ويضعون فوقها الأشدّة ثم يضعون مايسمى بالسفايف وغيرها مما يشير إلى حلول العيد، وكذلك من مظاهرهم رمي الشارة الخ ... وكانت نساء البادية لهن فرحة وسعاة كبيرة بالعيد وفي الصباح البار يلبسن الملابس الخاصة بالعيد، وإن وجد قلائد يتم لباسها، ثم يتم تزين بيوت الشعر بفرش الزّل فيها وغيرها من مظاهر الجمال التي تعتبر من أبرز العادات التي يتمسك بها رجال ونساء البادية قديماً، وتُعد من أهم وأبرز العادات والتقاليد التي كان أهل البادية يستقبلون العيد السعيد بها في الصحراء. قبل النهاية للشاعر عبدالله خميّس النوّاق: لا والله إلا صار للبدو تنجيع وكلٍ نواله نيةٍ مد صوبه صبح الرحيل مشمرين مفاريع وكلٍ ينافذ محزمه في جنوبه قشر النواظر طايرين الجنازيع باتوا على نو الرحيل.. ومشوبه وعساكم من عواده، وكل عام وأنتم بخير.